للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«أنا داخل في رضاك، وأى شىء أمرتنى به امتثلته: وأقبل كلّ شىء تشير به علىّ، وألتزم كلّ شرط تشترطه، وأنت عمّنا وشفقتك تشملنا».

فقال له الملك العادل:

«نفّس الآن الخناق عن البلد (١)».

وكان البلد قد ضويق مضايقة شديدة، وقطعت أنهاره وثماره، وطارت البركة من بساتينه، وكان ذلك في أيام المشمش وزمان إقبال الثمار بدمشق، فقبل الملك العزيز ما أشار به عمّه الملك العادل، وتأخر إلى صوب داريا والأعوج.

ثم بعث الأمير فخر الدين جهاركس - أستاذ داره، وهو أجل الأمراء الصلاحية وأمثلهم - إلى عمّه الملك العادل ليقرر معه قواعد الصلح على شرايط وقع الإتفاق عليها.

ولما تقررت القواعد، رحل الملك العزيز من منزلته التي كان نازلا بها (٢) إلى مرج الصّفّر فنزله، وحصل له مرض وقع الإرجاف عليه بسببه، ثم عوفى من ذلك المرض، وأمر بعمل نسخة لليمين جامعة لمقترحات جميع الملوك، حاسمة لمواد الخلاف، من جملة ما تتضمن.

«أن الملك الأمجد بهرام شاه بن عز الدين فرخشاه، والملك المجاهد أسد الدين شيركوه يكونان مؤازرين للملك الأفضل وتابعين له، وأن الملك


(١) ابن واصل ينقل هنا عن رسالة «العتبى والعقبى» للعماد الأصفهاني، وقد لحصها أبو شامة في الصفحات الأخيرة من كتاب «الروضتين»، غير أن بن واصل ينقل هنا عن هذه الرسالة أخبارا كثيرة أسقطها أبو شامة في تلخيصه.
(٢) (ك): «من منزله التي كان نازلا به» وما هنا هو الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>