وفى هذه السنة توفى الأمير غرس الدين قلج النورى، وكان أميرا جليلا، وكانت بيك [قلعتا](١) الشغر وبكّاس، وشقيف در كوش، وهذه الحصون أعطاها السلطان الملك الناصر غرس الدين قلج - كما تقدم ذكره -، فلما مات غرس الدين عصى [ابنه](١) شمس الدين محمود بن قلج - وهو الأكبر - بالشغر وبكّاس، وعصى أخوه سيف الدين على شقيف وركوس [على الملك الظاهر صاحب حلب](١).
فقصد الملك الظاهر شقيف وركوش، ونصب عليه المجانيق وضايقه، وطلب سيف الدين قلج الأمان [فأمّنه](١) وسلّم [إليه](١) الحصن [على ما تقرر بينهما](١)؛ ثم توجّه الملك الظاهر إلى الشغر وبكّاس، ونصب عليها تسعة مجانيق، وحصرها أربعة أيام، فطلب شمس الدين الأمان، وأجاب إلى التسليم، وبعث أخاه عماد الدين أبا بكر فأخذ له الأمان، وقرّر حاله على أن يخرج بماله ورجاله، وجميع ما في القلعتين من سلاح وذخائر، وأن يعطى خبزا مبلغه خمسون ألف دينار، ثم عوّض الملك الظاهر (٢٤ ب) شمس الدين عن ذخائر القلعتين بضيعة [كبيرة](١) من جبل السماق.
وكان تسلم [الملك الظاهر](١) هذه الحصون في ذى الحجة من هذه السنة.