كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب

ثم دخلت سنة خمس وتسعين وخمسمائة - ذكر مسير الملك الأفضل إلى دمشق - ج: 3 - ص: 94

وقبض الملك الأفضل على من بقى (١)، منهم علاء الدين شقير، وعز الدين البكى (٢) الفارس، وأيبك فطيس.

وبرز الملك الأفضل إلى بركة الجب (٣)، وأقام بها أربعة أشهر، واستحلف بها الأمراء والجند.

وبلغه عن أخيه الملك المؤيد [مسعود] (٤) أنه يريد الوثوب عليه (٥)، فقبض عليه (٦)، واعتقله، وأرسل الملك الظاهر موفق الدين بن النخاس إلى الملك الأفضل يحرضه على سرعة السير إلى دمشق، واغتنام الفرصة في أخذها.

فلما مرّ موفق الدين بالقدس قبض عليه الصلاحية وأهانوه، ثم استخلصه منهم ميمون القصرى، وردّه إلى حلب، فأرسل الملك الظاهر وزيره نظام الدين الكاتب، وحملّه رسالة إلى الصلاحية بالقدس، يعرفهم أنه إنما أرسل إلى أخيه في إصلاح ذات البين، وحمّله رسالة في الباطن إلى الملك الأفضل يستحثه فيها على الخروج، وأمر نظام الدين أن لا يفارقه حتى يخرج.

---

= منها على سبيل المثال: «وجمعت الأمراء والمغاردة وغيرهم، وقرئت عليهم الكتب» (السلوك ١/ ٤٨٠)، و «خلع (السلطان على الأمراء والمغاردة والمقدمين وجميع حاشيته وغلمانه» (السلوك ١/ ٤٩٣) و «وأعطي الأجناد والمغاردة من الحلقة والمقدمين والبحرية» (١/ ٥٠٧) و «وخلعه لكل مغردى أو مملوك أو جندى (السلوك، ١/ ٩٢٢). . إلخ وأغلب الظن كذلك أنهم سموا بهذا الإسم لتبعيتهم المباشرة لديوان المفرد، وكانت تخرج منه نفقة المماليك من جامكيات وعلق وكسوة الخ
(١) النص في (ك) وهربوا إلى القدس، وبقى منهم علاء الدين. . الخ
(٢) (ك): «عز الدين أيبك» وما بالمتن هو الصحيح، فهكذا رسم الاسم في (ابن الأثير) الكامل، ج ١٢، ص ٥٥ و (المقريزى: السلوك، ج ١، ص ١٤٨)
(٣) (ك): «بركة الحبش» وهو خطأ واضح، أنظر ما فات هنا، ص
(٤) زيد ما بين الحاصرتين عن (المقريزى: السلوك، ج ١، ص ١٤٨) حيث ينقل عن مفرج الكروب.
(٥) (ك): «إليه»
(٦) هذان اللفظان ساقطان من (ك)