٦٠ - ومنها: أنه يومٌ تبيَضُّ فيه وجوهٌ، وتسوَدُّ فيه وجوهٌ، كما قال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (١٠٦) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١٠٧)} [آل عمران].
فتبيَضُّ فيه وجوهُ أهل الحق والهدى، وتسوَدُّ فيه وجوهُ أهل الباطل والرَّدى (١).
قال الإمام الطبري -رحمه الله-: وذلك أن الله جل ثناؤه جعل جميعَ أهل الآخرة فريقين: أحدهما سودًا وجوهه، والآخر بيضًا وجوهه. فمعلوم -إذ لم يكن هنالك إلا هذان الفريقان- أن جميع الكفار داخلون في فريق من سُوِّد وجهه، وأن جميع المؤمنين داخلون
(١) وروي في الباب أحاديث وآثار -لا تصح -، ومنها أثر ابن عباس -رضي الله عنهما- المشهور أنه قَالَ: «تَبْيَضُّ وُجُوهُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. وَتَسْوَدُّ وُجُوهُ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالضَّلالَةِ» رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣٩٥٠)، وإسناده ضعيف جدا. فانظر: -غير مأمور-، تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع (ص: ٥٤) للمحدث محمد عمرو بن عبد اللطيف -رحمه الله-.