للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٥ - ومنها أنه يومٌ {تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (٤٢)} [إبراهيم] أي: لا يغمض فيه من هول ما ترى في ذلك اليوم.

٥٦ - ومنها: أنه يومٌ قال فيه ربنا تعالى: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (٣٥) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (٣٦)} [المرسلات].

٥٧ - ومنها: أنه يومٌ لا ينفع فيه الظالمين معذرتُهم وتحسُّرُهم كما قال تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ} [غافر: ٥٢]

٥٨ - ومنها: أنه يوم لا يُكْتَمُ فيه عن الله حديثٌ قال تعالى: {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (٤٢)} [النساء]

٥٩ - ومنها: أنه {يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ} [الروم: ٤٣، الشورى: ٤٧]

٦٠ - ومنها: أنه يومٌ تبيَضُّ فيه وجوهٌ، وتسوَدُّ فيه وجوهٌ، كما قال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (١٠٦) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١٠٧)} [آل عمران].

فتبيَضُّ فيه وجوهُ أهل الحق والهدى، وتسوَدُّ فيه وجوهُ أهل الباطل والرَّدى (١).

قال الإمام الطبري -رحمه الله-: وذلك أن الله جل ثناؤه جعل جميعَ أهل الآخرة فريقين: أحدهما سودًا وجوهه، والآخر بيضًا وجوهه. فمعلوم -إذ لم يكن هنالك إلا هذان الفريقان- أن جميع الكفار داخلون في فريق من سُوِّد وجهه، وأن جميع المؤمنين داخلون


(١) وروي في الباب أحاديث وآثار -لا تصح -، ومنها أثر ابن عباس -رضي الله عنهما- المشهور أنه قَالَ: «تَبْيَضُّ وُجُوهُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. وَتَسْوَدُّ وُجُوهُ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالضَّلالَةِ» رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣٩٥٠)، وإسناده ضعيف جدا. فانظر: -غير مأمور-، تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع (ص: ٥٤) للمحدث محمد عمرو بن عبد اللطيف -رحمه الله-.

<<  <  ج: ص:  >  >>