موضع يأوون إليه، فأحسب أن هذا البلد لك تعيرنى إياه أسكنه أهلى هذه المدة إلى أن نملك مصر».
فلم يجب الملك الظاهر إلى ذلك، ولجّ في أن يتعجل أخذه لنفسه.
وقيل إن الذى أوجب هذا الاختلاف أن الملك العادل كتب إلى الملك الأفضل والملك الظاهر يقول لكل واحد منهما (٣٦ ب): «إن أخاك لا يريد البلد إلا لنفسه، وإن العسكر متفقون معه في الباطن على ذلك».
فطلب كلّ من الملكين البلد لنفسه، ووقع الخلف بينهما.
وكتب الملك العادل إلى الأفضل يعده بالبلاد التي عينت له بالشرق، وبذل له مع ذلك مالا.
ففترت همته، وقال للأمراء الصلاحية ومن جاء إليه من الجند:«إن كنتم جئتم إليّ، فقد أذنت لكم في العود إلى الملك العادل، وإن كنتم جئتم إلى أخى فأنتم وهو أخير».
وكان الكل يريدون الأفضل للين عريكته، فقالوا:«ما نريد سواك والعادل أحب إلينا من أخيك».
فأذن لهم في العود؛ فهرب فخر الدين جهاركس، وزين الدين قراجا - صاحب صرخد - والحجّاف، وعلاء الدين شقير، وسعد الدين بن علم الدين قيصر فمن هؤلاء من دخل دمشق، ومنهم من ذهب إلى إقطاعه، وتحلّلت العزائم.
وخرجت هذه السنة والملكان الأفضل والظاهر منازلان دمشق.
وفي هذه السنة تجهز نور الدين أرسلان شاه بن مودود - صاحب