للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموصل - في عساكره إلى حرّان والرّها ليستولى عليها، ومعه ابن عمه قطب الدين محمد بن عماد الدين - صاحب سنجار -، وذلك في شعبان، وذلك لما تحققوه من قصد الملك الأفضل والملك الظاهر دمشق، وطمعوا أن يحصلوا في هذه الفترة على تلك البلاد.

وسار معهما صاحب ماردين، وكان الزمان شديد الحر، فنزلوا رأس عين، وكثرت الأمراض في عسكرهم.

وكان بحرّان الملك الفائز إبراهيم بن الملك العادل ومعه عسكر، فأرسل إليهم يطلب الصلح، وبلغهم اختلال حال الأفضل والظاهر، وأنه ربما يقع الصلح بينهما وبين عمهما العادل.

فأجاب نور الدين إلى الصلح، وحلف الفائز ومن عنده من الأمراء على القاعدة التي استقرت، وحلفوا أيضا لنور الدين أنهم يحلفوا للملك العادل، فإن امتنع كانوا عليه.

وحلف نور الدين للملك العادل، وسارت الرسل من عنده ومن عند الفائز إلى الملك العادل في طلب اليمين فأجاب إلى ذلك.

ورجع نور الدين في ذى القعدة من السنة.

وفى هذه السنة كان الغلاء العظيم بالديار المصرية، وتعذرت الأقوات بها حتى أكل الناس الميتة وأكل بعضهم بعضا، ثم تبع ذلك وباء (١)، عظيم وموتان.

وفي هذه السنة توفى عماد الدين (٣٧ أ) الكاتب - رحمه الله -،


(١) ك: «فناء».

<<  <  ج: ص:  >  >>