للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقدم إليهم نور الدين في عساكره، فالتقى الفريقان بقرية يقال لها بوشزه، فانهزم نور الدين - صاحب الموصل - هزيمة قبيحة، وتفرّق عسكره (١) أيدى سبا (١).

وساق نور الدين إلى الموصل، فدخلها في أربعة أنفس، وهو لا يصدق بالنجاة، وتلاحق أصحابه به، ونهبت أثقالهم، وكل ما حواه عسكرهم (٢).

ثم قصد الملك الأشرف في عسكره جهة الموصل، فنزلوا كفر زمار، ونهبوا البلاد نهبا عظيما.

وكانت هذه الواقعة أول ما عرف من سعادة الملك الأشرف ويمن نقيبته، فإنه لم يلق بعد ذلك جيشا إلا فضّه، وعلا (٤٤ ب) بهذه الواقعة ذكره، واشتهر صيته، وهنته الشعراء بما حصل له من هذا الفتح العظيم.

ومن مدحه وهنّأه منهم كمال الدين على بن النبيه المصرى، فإنه مدحه بقصيدة مطلعها:

لما انثنى الغصن فوق كثبانه ... جبرت قلبى بكسر رمّانه

ونلت من ريقه وعارضه ... أطيب من راحه وريحانه

ومنها:

أغار في حلبة الطّراد على ... خدوده من غبار ميدانه

تلقى أعادى موسى كما لقيت ... أكراته عند ضرب جوكانه

الملك الأشرف الكريم يدا ... شاهر من دام عزّ سلطانه


(١) النص في (ك): «إلى أماكن شتى».
(٢) النص في (ك): «وكلما في عسكرهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>