للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم سار الشيخ شهاب الدين من حلب، وأرسل معه الملك الظاهر القاضى بهاء الدين بن شدّاد، ومعه ثلاثة آلاف دينار، لأجل النثار إذا لبس الملك العادل خلعة الخليفة.

وبعث الملك المنصور، والملك المجاهد أيضا ما ينثر.

ولما قارب الشيخ شهاب الدين دمشق تقدّم الملك العادل إلى العساكر.

(٥٠ ب) بلقائه، فلقيه أول العسكر بالغسولة، ولقيه من القصر (١) الملك العادل، وولداه: الملك الأشرف، والملك المعظم، وغلّقت الأسواق، وخرج الناس كلّهم، وكان يوما مشهودا.

وجلس الملك العادل غد ذلك اليوم في دار رضوان، بقلعة دمشق، ودخل القاضى بهاء الدين، ورسولا صاحبى حماة وحمص، وأفيضت على الملك العادل جبة أطلس أسود بطراز مذهب، (٢) وعمامة سوداء بطراز مذهب (٢)، وطوّق بطوق ذهب مجوهر ثقيل، وقلّد بسيف محلى جميع قرابه بذهب، وركب حصانا أشهب بمركب ذهب، ونشر على رأسه علم أسود مكتوب عليه بالبياض ألقاب الخليفة.

وعند لبسه الخلعة نثر القاضى [بهاء الدين] (٣) ورسولا صاحبى حماة وحمص عليه الذهب، وقدّم له القاضى بهاء الدين خمسين قطعة من أفخر القماش، ونثر عليه رسل سائر الملوك الذهب.

ثم خلع رسول الخليفة على كلّ واحد من الملك الأشرف والملك المعظم،


(١) الأصل: «العصر»، والتصحيح عن (ك) و (س).
(٢) هذه الجملة ساقطة من (ك) و (س).
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>