للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنصور، فعرّفته ما جرى، فحكى إلى المنصور اشتداد مرض الملك الظاهر - رحمه الله -.

فلما وصلت إلى حلب وجدته قد مات، فصعدت إلى القلعة، وحضرت تربته (١)، وترحمت عليه وأنشدت:

أين الوجوه أحبها ... وأود لو أنى فداها؟

ثم اجتمعت بالجماعة، ووقع الاتفاق معهم على ترتيب الملك العزيز غياث الدين محمد في الملك موضع والده» (٢).

وكان الوزير ابن أبى يعلى - وزير الملك الظاهر - مستوليا على الأمور كلها في الأيام الظاهرية، إلى أن وصل القاضى بهاء الدين، فاجتمع القاضى بهاء الدين بالأتابك شهاب الدين، وقرّر معه صرف الوزير عن النظر في الأمور، واتفق معه أن الجماعة يجتمعون، ويتشاورون فيما يقررونه من قواعد المملكة، وأن الأمر كله يكون معذوقا بشهاب الدين، فاجتمعوا بدار العدل، واتفقت آراؤهم كلهم على أن يكون الملك المنصور بن الملك العزيز أتابك العسكر، وأمر الإقطاع إليه، وحلفوا على ذلك.

وركب الملك المنصور، والأمراء كلهم في خدمته.

ونزل الملك العزيز، وأخوه الملك الصالح، وجلسا في دار العدل،


(١) س: «وحضرت العزاء».
(٢) هذا قول مروى عن المؤرخ بهاء الدين بن شداد، والمعروف أن ابن شداد كتب كتابا واحدا في التاريخ هو «السيرة اليوسفية» أي سيرة صلاح الدين. ولم يعرف أنه أرخ للفترة التالية لعصر صلاح الدين. وأرجح أن هذا القول رواه أحد المؤرخين الذين أرخوا لهذه الفترة ثم نقله عنه ابن واصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>