للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و [جلس] (١) الملك العزيز في منصب أبيه، وإلى جانبه الملك الصالح، وابن عمهما الملك المنصور إلى جانبهما.

ثم اضطربت الأمور، ولم يرض أولاد الملك الناصر صلاح الدين بولاية ابن أخيهم الملك المنصور.

ووصل رسول من جهة السلطان عز الدين كيكاوس - صاحب بلاد الروم - وكان معسكرا - كما قدمنا ذكره - بالقرب من البلاد، منتظرا وصول الملك الظاهر إليه، فجاءهم (٢) رسوله معزيا به، ومشيرا عليهم بالاتفاق معه، وأن يرتب الملك الأفضل بن الملك الناصر - صاحب سميساط - أتابك العسكر، فإنه أكبر أولاد صلاح الدين، وعم الملك العزيز، وأولى الناس بتربيته، وحفظ ملكه؛ (٦٩ ب) فمال إلى هذا الرأى الأمراء المصريون، مثل مبارز الدين يوسف بن خطلخ، ومبارز الدين سنقر الحلبى، و [جمال الدين أحمد] (٣) ابن أبى ذكرى، وغيرهم؛ وقالوا:

«هذا هو الرأى، والملك الأفضل رجل كبير [القدر] (٣)، ولا ينتظم حفظ المملكة إلا به، وإذا رجع إليه التدبير بحلب قدر على أخذ ثأره من عمه الملك العادل، وأخذ دمشق والديار المصرية منه».

وأنكر القاضى بهاء الدين، وعلم الدين بن سيف الدين، وسيف الدين بن قلج هذا الرأى، وقالوا:

«إن في هذا من الخطر ما لا يخفى على عاقل، لأن الملك العادل ملك عظيم،


(١) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
(٢) (ك): «فجهز».
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>