للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوق بعض أفعالا وألوانا، وصفت موارد السلطان من القذى، وطفىء ذلك الفحم فلا يجد النفاق بعده ما تتعلق به الجذى، وبلغت الغايات في كشف كل أذى، لا بضرب موعد يقال فيه إذا.

وكاتب المملوك، واسم أمير المؤمنين قد كتب سطره على جبين النقدين، وسمع لفظه من فم المنبرين بالبلدين، ومد كل منبر يدا بل يدين، فحين سمع الناس قالوا حقا ما قاله ذو اليدين، وصارت تلك الأسماء دبر الآذان ووراء الظهور، وحصلت المحبة العباسية سرا من أسرار القلوب إذا حصّل ما في الصدور، والخلائق مبايعة متابعة وافية بعهده متوافية، داخلون في الحق أفواجا، سالكون منه شرعة ومنهاجا.

والحمد لله الذى جعل أمير المؤمنين إماما لخلفه، ووارثا لأرضه ولم يذر فوق الأرض منازعا لحقه، ولا مناهبا لأرضه، وارتجع له الحق الذى كان نادّا، ورد عليه الأمر الذى لم يكن له غير الله رادا، وبلغ كل مؤمن من إعلاء كلمة الإيمان به ما كان له وادّا، وأخذ بيد انتقامه من كان عن سبيله صادّا، والإسلام قد استنار كنشأته، والزمان قد استدار كهيئته، والحق قد قرّ في نصابه، والأمر قد فر عن صوابه. فقد وفى الله القرار له بضمانه، وأخذ بيده ما روى عن ابن عمه صلى الله عليه وسلم وأصفى من لسانه.

فالحمد لله الذى صدقه وعده، وأورثه الأرض وحده، وجدد علاه وأعلى جده، وأسعد نجمه وأنجم سعده، ووعده نجحه وأنجح وعده، وأورده وصفه وأصفى ورده.

<<  <  ج: ص:  >  >>