للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه أخانا بعسكرنا بعد أن تكلفنا له نفقلت واسعة، وأسلحة رائعة، وسار فأخذناه ولله الحمد، وأنجح الله فيه القصد، ووردتنا. كتب عساكرنا وأمرائنا بما نفذ في ابن مهدى وبلاده المفتتحة ومعاقله المستضافة، والكلمة هنالك بمشيئة الله إلى الهند سارية، وإلى ما لم يفتض الإسلام عذرته منذ أقام الله كلمته متمادية.

ولنا في المغرب، أثر أغرب، وفى أعماله أعمال دون مطلبها كما يكون المهلك دون المطلب، وذلك أن بنى عبد المؤمن قد اشتهر أن أمرهم أمر، وملكهم قد عمر، وجيوشهم لاتطاق، وأوامرهم لا تشاق، ونحن والحمد لله قد ملكنا مما يجاورنا منه بلادا تزيد مسافتها على شهر، وسيرّنا عسكرا بعد عسكر رجع بنصر بعد نصر، ومن البلاد المشاهير، والأقاليم الجماهير: - لك، برقة، قفصة، قسطيلية، توزر.

كل هذه تقام فيها الخطبة لمولانا الإمام المستضىء بالله - سلام الله عليه - ولا عهد للإسلام بإقامتها، وتنفذ فيها الأحكام بعلمها المنصور وعلامتها.

وفى هذه السنة كان عندنا وفد قد شاهده وفود الأمصار، مقداره سبعون راكبا كلهم يطلب لسلطان بلده تقليدا، ويرجو منا وعدا ويخاف وعيدا.

وقد صدرت عنا بحمد الله تقاليدها، وألقيت إلينا مقاليدها، وسيرّنا الخلع والألوية، والمناشير بما فيها من الأوامر والأقضية.

وأما الأعداء الذين يحدقون بهذه البلاد، والكفار الذين يقاتلونها بالممالك العظام والعزائم الشداد، فمنهم: صاحب قسطنطينية وهو الطاغية الأكبر، والجبار الأكفر، وصاحب المملكة التي أكلت على الدهر وشربت، وقائم النصرانية التي حكمت دولته على ممالكها وغلبت، وجرت لنا معه غزوات بحرية، ومناقلات ظاهرية وسرية، وكانت له في البلاد مطامع، منها أن يجبى خراجا،

<<  <  ج: ص:  >  >>