للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على عماد الدين، فاقتتلا، فانهزم المسلمون، وأخذ صاحب (١) بانياس، فقتل من قتل، ونجا من نجا إلى بانياس (٢)؛ وجمعوا جمعا كثيرا من أهل البقاع، وحفظوا القلعة، فثار لها (٣) معين الدين - ومعه الفرنج - فتسلمها وسلّمها للفرنج، ولما سمع عماد الدين حصر بانياس عاد إلى بعلبك ليدفع عن بانياس من يحصرها، فأقام فيها.

فلما عاد عسكر دمشق - بعد ملك بانياس وتسليمها للفرنج - فرّق عماد الدين عسكره في الإغارة على حوران وأعمال دمشق، وسار جريدة، فنزل على دمشق سحرا (٤)، ولم يعلم به أحد، فلما أصبح الناس ورأوا عسكره، خافوا وارتج البلد، واجتمع العسكر والعامة على السور، وفتحت الأبواب، وخرج أهل البلد إليه، وقاتلوه، فلم يكن الأمير عماد الدين عسكره من الإقدام عليهم، لغيبة أكثر عسكره في الإغارة وتفرقهم.

ثم توجه عماد الدين إلى مرج راهط، وقد أقام ينتظر عود عسكره، فعادوا إليه وقد ملؤوا أيديهم من الغنائم، فلما اجتمعوا عنده رحل عائدا إلى بلاده (٥).

وفى سنة خمس (٦) وثلاثين وخمسمائة جرت وقعة بين عماد الدين والأمير ركن الدين داوود بن سقمان بن أرتق - صاحب حصن كيفا - فانهزم ركن الدين، وملك عماد الدين بهمرد (٧)، وأدركه الشتاء فعاد إلى الموصل.


(١) كان صاحب بانياس هو (إبراهيم بن طرغت)، انظر: (ابن القلانسى، ص ٢٧٢).
(٢) في س (٨ ا): «فقتل جميع من نجا إلى بانياس».
(٣) في س (٨ ا): «فنادى معين الدين».
(٤) في الأصل: «سجر»، وفى س (٨ ا): «سحر»، والتصحيح عن: (ابن الأثير ج ١١، ص ٢٩).
(٥) المعنى متفق في الفصول السابقة بين النص هنا وبين الأثير، ولكن المؤرخين - كما سبق أن ذكرنا - يختلفان إيجازا وإطنابا، تقديما للحوادث وتأخيرا لها.
(٦) في الأصل، وفى س (٨ ب): «خمسة» والصحيح ما أثبتناه.
(٧) كذا في الأصل، وهى في س (٨ ب): «بهرد» وفى (ابن الأثير، ج ١١، ص ٣٠): «بهمود».

<<  <  ج: ص:  >  >>