ومع كتاب السلوك للمقريزى أخذنا في اعتبارنا ضرورة إتمام نشر كتاب آخر، هو كتاب مفرج الكروب في أخبار بنى أيوب لابن واصل، بعد أن حقق المرحوم الأستاذ الدكتور جمال الدين الشيال ما يقرب من نصفه، وترك للخلف مهمة إتمام النصف الآخر. ولما كان تحقيق بقية كتاب السلوك للمقريزى كفيلا بأن يستنفد كل طاقتى وجهدى، فإننى اخترت للعمل في تحقيق بقية كتاب مفرج الكروب، تلميذى وزميلى الدكتور حسنين محمد ربيع، مدرس تاريخ العصور الوسطى بكلية الآداب بجامعة القاهرة. وكان أن رسمت معه خطة العمل، ولازمته الشهور الطوال، نجلس سويا في مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية، أعيش مع المقريزى، ويعيش هو مع ابن واصل.
وهكذا حتى أتم الدكتور حسنين محمد ربيع تحقيق هذا الجزء الذى نقدمه اليوم لمقدرى مكانة التراث العربى. وإذا قلت أننى قمت بمراجعة هذا الجزء مراجعة دقيقة قبل أن أسمح بطبعه، فإننى لا أقول هذا لا نتقص من قيمة الجهد الشاق الكبير الذى قام به الدكتور حسنين ربيع في تحقيق هذا الجزء ووضع حواشيه، وإنما لأتحمل نصيبى كاملا في المسئولية عن كل لفظ ورد في المتن.
... ويعالج هذا الجزء الرابع من مفرج الكروب السنوات من سنة ٦١٥ هـ التي توقف عندها في التحقيق المرحوم الدكتور الشيال، حتى سنة ٦٢٨ هـ.
أما السبب في اختيارنا سنة ٦٢٨ هـ بالذات لتكون حدا للجزء الرابع من تاريخ مفرج الكروب، فلأنها السنة التي ينتهى بها كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير، وهو الكتاب الذى اعتمد عليه واستفاد منه ابن واصل، مما يجعل هذه السنة تمثل نهاية مرحلة وبداية مرحلة بالنسبة لكتاب مفرج الكروب.