للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموصل لصغر سن ناصر الدين، فجمعا الرجال وتجهزا للحركة وأرسلا جماعة للإغارة على بلد الموصل. وكان بدر الدين لؤلؤ قبل ذلك قد أرسل ولده إلى الملك الأشرف في جمع كثيف من عسكره، والملك الأشرف نازل بظاهر حلب نجدة بسبب [٨٠ ب] منازلة الفرنج بلد دمياط. وكان الملك الأشرف يريد أن يدخل إلى بلاد الساحل ينهبها ويخربها ليعود بعض من بالديار المصرية إلى بلادهم؛ فيخف الأمر على الملك الكامل صاحب مصر.

فلما رأى بدر الدين تحرك مظفر الدين وعماد الدين وأن بعض عسكره بالشام، أرسل إلى عسكر الملك الأشرف [المقيمين] (١) بنصيبين يستدعيهم ليعتضد بهم. وكان مقدمهم مملوكا للملك الأشرف يسمى أيبك، فساروا إلى الموصل في رابع رجب من هذه السنه، فلما رآهم بدر الدين [لؤلؤ] (٢) استقلهم لأنهم كانوا أقل من العسكر الذين له بالشام. وألح أيبك على عبور دجلة وقصد بلاد إربل فمنعه بدر الدين [لؤلؤ (٣)] من ذلك وأمره بالاستراحة، فنزل [أيبك (٤)] ظاهر الموصل أياما وأصر [بعد ذلك (٥)] على عبور دجلة فعبرها بدر الدين [لؤلؤ (٦)] موافقة له، ونزلوا شرقى دجلة على فرسخ من الموصل. وبلغ ذلك مظفر الدين وعماد الدين زنكى فسارا في [العساكر إلى بدر الدين لؤلؤ (٧)] فعبى بدر الدين [لؤلؤ (٨)] أصحابه، وجعل أيبك في الجاليشية (٩) ومعه شجعان


(١) في الأصل «الذين» وما هنا من نسخة س.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٧) في الأصل «العسكر اليه» وما هنا من نسخة س.
(٨) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٩) الجاليش، الراية العظيمة في رأسها خصلة من الشعر، ومعناها هنا الطليعة من الجيش، انظر القلقشندى، (صبح، ج ٤، ص ٨)؛ المقريزى، (السلوك، ج ١، ص ٦٢٨ وحاشيه ٤)؛ ابن تغرى بردى (النجوم، ج ٧، ص ١٠١، حاشيه ٣)؛ سعيد عاشور، (العصر المماليكى، ص ٤٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>