للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحابه. ولم يبق معه إلا اليسير، وجعل في ميسرته أميرا كبيرا فطلب الأنتقال إلى الميمنة فنقله. ثم وقت العشاء الآخره طلب [أيبك (١)] العود إلى الميسرة، فقال له بدر الدين «متى انتقلت ظنه الناس هزيمة فلا يقف أحد»، فأقام مكانه وهو في جمع كثير من العسكر.

فلما انتصف الليل سار أيبك [طالب الميسرة] (٢) فأمره بدر الدين بالمقام إلى الصبح لقرب (٣) العدو فلم يفعل [وسار من ساعته (٤)]. واضطر بدر الدين [لؤلؤ (٥)] إلى إتباعه، فالتقواهم ومظفر الدين وعماد الدين في العشرين من رجب. فأما أيبك فإنه تيامن والتحق بالميمنة وحمل في أطلابه (٦) هو والميمنة على ميسرة مظفر الدين فهزمها. وكان في الميمنة ذلك الأمير الذى انتقل إليها، فحمل مع أيبك على الميسرة. وأما ميمنة مظفر الدين فإنها حملت على ميسرة بدر الدين [لؤلؤ (٧)] فهزمتها، وبقى بدر الدين في النفر اليسير الذين معه، وكان عماد الدين [زنكى بن أرسلان شاه (٨)] في الميسرة وقد انهزم بانهزامها. وتقدم مظفر الدين فيمن معه في القلب إلى بدر الدين


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) في نسخة س «لحرب».
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٦) أطلاب جمع طلب، وهو لفظ كردى، معناه وحدة تتألف من قائد (أمير) له علم معقود وبوق مضروب يقود عددا من الفرسان يتفاوت عددهم بين ٧٠ - ٢٠٠ فارسا، انظر المقريزى (الخطط، ج ١ ص ٨٦)؛ نظير حسان سعداوى، التاريخ الحربى المصرى في عهد صلاح الدين الأيوبى، ص ٢٩ - ٣٠ وحاشيه ١؛ السيد الباز العرينى، مصر في عصر الأيوبيين ص ١٥٤؛ انظر أيضا Gibb, «The armies of Saladin» in Studies on the civilization of Islam,pp .٧٦, ٨٤.
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٨) أضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>