للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغتة، وخاضها وكان الزمن زمن الربيع، وخيول الأجناد متفرقة في الجشار (١)، فوصل قنسرين ونفد منها إلى تل عون، وبلغ إلى الساجور (٢) واستاق في طريقه ما وجده من الخيل وغيرها. وبلغ خبره الملك الأشرف وهو نازل في الدار التي أخليت له ظاهر حلب، فأركب من كان بحضرته من العسكر خلفه، وكان فيهم عماد الدين صاحب قرقيسيا (٣)، فلحقوه على الساجور ومعه القاضى نجم الدين بن أبى عصرون، فقبضوا عليهما فأتوا بهما [إلى (٤)] الملك الأشرف فعفا عنه وعن ابن أبى عصرون. وأقطع عماد الدين رأس عين (٥)، وأقام عنده إلى أن دخل شعبان من هذه السنة، فرحل الملك الأشرف إلى بلاده الشرقيه لأصلاح أمر الموصل. فسافر عماد الدين إلى الشرق وله من جهة الملك الأشرف رأس عين. ونزل الملك الأشرف حران وكان قد طال مقامه بحلب أكثر من سنة، وأقام الملك الأشرف بحران ومعه عسكر حلب.

وتوفى عز الدين كيكاوس سلطان الروم، وقام بسلطنة الروم بعده أخوه (٦) علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قلج أرسلان فراسل الملك الأشرف واتفق معه.


(١) الجشار هو مكان رعى الماشية من خيل وغيرها، أنظر المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٤٩٠، حاشيه ٢.
(٢) الساجور، نهر بجهات منبج وتقع عليه عينتاب وتل باشر، انظر ياقوت، معجم البلدان؛ المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٥٨٤، حاشيه ٣.
(٣) قرقيسيا أو قرقيسياء تقع عند ملتقى نهير الخابور بنهر الفرات، (ياقوت، معجم البلدان).
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) رأس عين مدينة كبيرة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر، انظر ياقوت، معجم البلدان.
(٦) في نسخة س «ولده» وهو تصحيف والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة م، انظر أبو الفدا، المختصر، ج ٣، ص ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>