للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان السبب في وصول الملك الأشرف إلى الشرق أنه بعد ما تقرر الصلح بين مظفر الدين [كوكبورى بن زين الدين] (١) صاحب إربل وبدر الدين لؤلؤ، تسلم عماد الدين زنكى قلعة كواشى (٢) بتسليم أهلها إليه، فأرسل بدر الدين لؤلؤ إلى مظفر الدين يذكّره العهود والإيمان، ويطلب منه إعادة كواشى، فلم تقع الإجابة إلى ذلك. فأرسل حينئذ بدر الدين إلى الملك الأشرف وهو بحلب يستنجد به، فلذلك توجه إلى الشرق وأقام بحران ثم كان بعد ذلك ما سنذكره إن شاء الله تعالى.

وفى هذه السنة، أعنى سنة ست عشرة وستمائة، توفى قطب الدين محمد [٨٢ أ] بن عماد الدين زنكى بن مودود صاحب سنجار، فملك سنجار بعده ولده عماد الدين [شاهنشاه] (٣). وكان قطب الدين حسن السيرة في رعيته كثير الإحسان اليهم. وبقى عماد الدين في الملك شهورا، ثم وثب عليه أخوه عمر بن محمد (٤) في تليعفر (٥)، وكان قد سار إليها عماد الدين محمود، إذهى من جملة بلاده، فذبحه وملك سنجار، وهو آخر من ملك سنجار من ملوك البيت الأتابكى.


(١) أضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٢) كواشى كانت تسمى قديما أردمشت وهى قلعة حصينة في الجبال الواقعة شرقى الموصل، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٣) في الأصل «شاهان شاه» والصيغة المثبته من نسخة س.
(٤) في نسخة س «أخو عمر بن قطب الدين محمد»، والصيغة الصحيحة المثبته من نسخة م، انظر ابن الأثير، الكامل، ج ١٢، ص ٣٥٥؛ المقريزى السلوك، ج ١، ص ٢٠٤.
(٥) تليعفر أوتل أعفر قلعة حصينة بين سنجار والموصل، انظر ياقوت (معجم البلدان).

<<  <  ج: ص:  >  >>