للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها مالا، وبقى الأمر كذلك ثلاثة أيام. وفى اليوم الرابع أمر بقتل أهل البلد كافة، فأحصيت القتلى فكانوا نحو سبعمائة ألف قتيل.

ثم ساروا إلى نيسابور فحصروها خمسة أيام وبها جمع [كثير (١)] من العسكر الأسلامى، فلم يكن لهم بالتتر قوة، وملكت التتر البلد، وأخرجوا أهله إلى الصحراء فقتلوهم، وسبوا حريمهم، وعاقبوا من اتهموه بالمال. وأقاموا بها خمسة عشر يوما يخربون، وينبشون المنازل عن المال. ثم سيروا طائفة إلى طوس وفعلوا بها كذلك [٩٠ ب]. وخربوا المشهد الذى فيه على بن موسى الرضى (٢) عليهما السلام، وفيه قبر هارون الرشيد.

ثم ساروا إلى هراة (٣)، وهى من أحسن البلاد، فحصروها عشرة أيام ثم ملكوها وأمنوا أهلها، وقتلوا منهم البعض وتركوا عند الباقين شحنة.

ثم ساروا إلى غزنة فلقيهم السلطان جلال الدين منكبرتى بن السلطان علاء الدين محمد خوارزم شاه فكسرهم - على ما سنذكره إن شاء الله تعالى. [فوثب أهل هراة حينئذ على شحنة التتر فقتلوه، فلما عاد المنهزمون عنه دخلوا البلد عنوة، وقتلوا كل من فيه، وسبوا الحريم، وخرقوا البلد وأحرقوه، وعادوا إلى جنكزخان وهو بالطالقان يرسل التتر إلى جميع بلاد خراسان يخربون وينهبون ويقتلون. وكل هذا كان سنة سبع عشرة وستمائة] (٤).


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س وفى ابن الأثير (الكامل، ج ١٢، ص ٣٩٣) «جمع صالح».
(٢) أنظر ترجمته في ابن خلكان (وفيات الأعيان، ج ١ ص ٣٢١ - ٣٢٢) وانظر أيضا ابن الأثير، (الكامل، ج ٦ ص ١٩٧، ٣٢٦).
(٣) ذكر ياقوت (معجم البلدان) أن هراة كانت مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان.
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ورقه ١٩٧ ب، ثم عاد ناسخ هذه النسخة فأثبتها خطئا في ورقه ١٩٨ ب - ١٩٩ ا؛ انظر ابن الأثير، الكامل، ج ١٢ ص ٣٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>