للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما كان اليوم الخامس أرسل التتر إلى المقدم الذى في البلد يقولون له:

«لا تهلك نفسك وأهل البلد، واخرج إلينا فنحن نجعلك أمير هذه البلده (١)، ونرحل عنك.» فأرسل ذلك المقدم يطلب الأمان لنفسه ولأهل البلد (٢) فأمنوهم، فخرج فخلع عليه ابن جنكزخان وقال له: «أريد أن تعرض علىّ أصحابك حتى ننظر من يصلح لخدمتنا استخدمناه، وأعطيناه إقطاعا». فلما حضروا عنده وتمكن منهم، قبض عليهم وعلى أميرهم.

ولما فرغ من قبضهم أمر أن يكتبوا له تجار البلد ورؤسائه وأرباب الأموال في جريدة (٣)، وأرباب الحرف والصناعات في جريدة أخرى، ففعلوا ما أمرهم به. ولما وقف على النسخ أمر بأن يخرج أهل البلد بأهلهم وأموالهم، فخرجوا كلهم إليه، فجلس على كرسى من ذهب، وأمر بحضور الأجناد الذين أمر بالقبض عليهم، وأن تضرب أعناقهم، ففعل ذلك والناس ينظرون إليهم ويبكون. ثم قسم رجال العامة ونسائهم وولدانهم وأموالهم، وكان يوما مشهودا من كثرة الصراخ والبكاء والعويل. وأمر بضرب أرباب الأموال وتعذيبهم بأنواع العقوبات حتى استصفى ما معهم. ثم أمر بإحراق البلد [فأحرق جميعه وأحرقت (٤)] تربة السلطان سنجر بن ملكشاه، ظنا من التتر أن


(١) في نسخة م «هذا البلد» والصيغة المثبتة من نسخة س وكذلك (ابن الأثير، نفس المرجع والجزء، ص ٣٩٢).
(٢) في نسخة م «وأهل» والصيغة المثبتة من نسخة س وكذلك ابن الأثير، نفس المرجع والجزء والصفحة.
(٣) المقصود بالجريدة الدفتر أو السجل انظر، الخوارزمى، مفاتيح العلوم، ص ٥٦ - ٥٧، ٦٤؛
Lewis, article «Daftar,» in E I,٢ nd ed .
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س وفى نسخة م «فاحرقت».

<<  <  ج: ص:  >  >>