للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غزنة خرج إليهم جلال الدين مع العسكر [الذى كان (١)] عنده، ووقع المصاف بمكان يعرف ببلق (٢). واقتتل الفريقان قتالا شديدا، فنصر الله تعالى المسلمين، وانهزم التتر، وقتلهم المسلمون كيف شاؤا. وعاد المنهزمون الذين سلموا إلى جنكزخان، فسير جنكزخان عسكرا أكثر من الأول مع بعض أولاده، فوصل إلى كابل، فتوجه العسكر الأسلامى إليه [مع جلال الدين (٣)]. ووقع المصاف، واقتتلوا قتالا عظيما، فانهزم التتر هزيمة ثانية، وقتل منهم خلق [عظيم (٤)]، وغنم المسلمون أموالهم وكانت عظيمة، وكان معهم من أسرى المسلمين خلق [عظيم (٥)] فخلصوا من الأسر.

ثم [بعد ذلك (٦)] جرت بين المسلمين فتنة لأجل قسمة الغنائم، لما يريده الله تعالى من بوار الأسلام. وحديث هذه الفتنة (٧) أن أميرا منهم يقال له سيف الدين بغراق، تركى من الخلج (٨)، وكان شجاعا مقداما، ذا رأى في الحرب ومكيدة، وكان اصطلى حرب التتر بنفسه، وقع بينه وبين أمير آخر يقال له ملك خان - بينه وبين السلطان جلال الدين نسب - خلف في الغنيمة، واقتتلوا فقتل بينهم أخ لبغراق، فقال بغراق: «أنا أهزم الكفار ويقتل أخى لأجل هذا السحت». فغضب وفارق العسكر وسار إلى الهند، ومعه من العسكر ثلاثون ألفا كلهم يريده. واستعطفه جلال الدين بكل طريق، وسار بنفسه إليه، وذكّره الجهاد، وخوفه من الله تعالى، وبكى بين يديه، فلم يرجع


(١) في نسخة م «الذين» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٢) في نسخة م «بتلف»، وفى نسخة س «تتلف» والصيغة الصحيحة المثبتة من ابن الأثير (الكامل، ج ١٢، ص ٣٩٥). وبلق كانت ناحية بغزنة، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٧) عن هذه الفتنة انظر ايضا، النسوى، سيرة السلطان جلال الدين منكبرتى، ص ١٥٥ - ١٥٦.
(٨) الخلج موضع قرب غزنه من نواحى زابلستان، انظر ياقوت (معجم البلدان).

<<  <  ج: ص:  >  >>