للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعمل جماعة من الشعراء قصائد على هذا الوزن والروى، وأجود قصيدة [٩٢ ب] عملت قصيدة حسام الدين خشترين بن تليل (١)، وهو جندى كردى وكان شاعرا مجيدا، غير أنه كان ألكن لحانا، وإذا نظم أجاد وأحسن. ووصف لبس السلطان الحداد، وأبدع في المعنى، والقصيدة مطلعها:

الطرف في لجة والقلب في سعر ... له دخان زفير طار (٢) بالشرر

ظللت ما بين إنكار ومعرفة ... أقلب الطرف بين الخبر والخبر

حتى رأيت نجوما أطلعت شفقا ... على شموس وجوه في دجى شعر

من كل بيضاء خود خلتها جمدت ... من السكينة أو ذابت من الخفر

ما كنت أعلم أن الخطب متصل ... بأفضل الناس من أنثى ومن ذكر

أباد ألفا من الدنيا بواحدة ... شلّت يداه فما أمضاه في العير (٣)

فليفعل الدهر بى ما شاء بعدهم ... ها قد أمنت فلا ألوى على حذر

فقل لمن راح يرجو طيف من ظعنوا ... لمّا غدا الطرف موقوفا على السّهر

ناشدتك الله لا تنسى الوداد فقد ... بانت سعاد وهذا آخر الخبر

لم يبق للخلق قلب بعد ما ظعنت ... إلا وفيه لها بيت من الفكر

ومنها

في وصف لبس السلطان الحداد

ما كنت أعلم أن الشمس قد غربت ... حتى رأيت الدجى ملقى على القمر


(١) كذا بالأصل وفى نسخة س «تايل».
(٢) في نسخة س «طاير» وفيه لا يستقيم الوزن.
(٣) العير السيد والملك وعير القوم سيدهم، انظر ابن منظور، لسان العرب، ج ٦ ص ٣٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>