للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما فتح بارين (١)، وكانت بيد عز الدين ابراهيم بن المقدم، ألزمه عمه السلطان الملك العادل [٩٧ ا] أن يردها عليه، فامتنع من ذلك، وعوّض ابن المقدم عنها منبج وقلعة نجم، وهما خير من بارين، لكنه إختار عليهما بارين لأنها بالقرب منه. وكان - رحمه الله - مع قلة بلاده يداريه عمه السلطان الملك العادل، وابن عمه الملك الظاهر. ويخاف كل منهما أن يميل مع الآخر عليه.

وكان موكبه من أجلّ المواكب تجذب السيوف الكثيرة بين يديه، ويركب في خدمته جمع كثير من المعممين من الفضلاء [والأماثل من أهل (٢)] البلد، ومن الأمراء الأكابر والأجناد. فكان موكبه يضاهى موكب عمه الملك العادل وابن عمه الملك الظاهر، مع سعة مملكتهما وقلة مملكته بالنسبة إليهما.

وجرت له حروب مع الفرنج، وانتصر فيها عليهم [وقد قتل فيها كثيرا] (٣)، وقد قدمنا ذكر ذلك، وظهرت فيها شجاعته وفروسيته.

وكانت له أشعار حسنة جمعت في ديوان فنذكر بعضها. من ذلك قوله من قصيدة مطلعها: -

سحّا الدموع فإن القوم قدبانوا ... وأقفر الصّبر لمّا أقفر البان

أتسعدانى (٤) بوجد بعد بينهم؟ ... فالشّان لمّا نأوا عنّى له شان

ومنها

يا ظبية البان هل وصل يسربه (٥) ... لينجلى بلذيذ الوصل أشجان


(١) بارين أو بعرين مدينة بين حلب وحماه من جهة الغرب.
(٢) في نسخة م «وأماثل» وما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) في الأصل «وأسعدانى» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٥) في نسخة س «أسربه».

<<  <  ج: ص:  >  >>