كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب

ودخلت سنة سبع عشرة وستمائة - ذكر سيرته رحمه الله - ج: 4 - ص: 82

لا تبعثوا في (١) نسيم الريح نشركم ... فإننّى من نسيم الريح غيران

كيف السّلّو ولى قلب يخالفنى ... وفى الهوادج أقمار وغزلان (٢)

سقاهم الغيث في قبلىّ كاظمة ... سحّا وروّى ثراهم أينما كانوا

وقوله من قصيدة يفتخر فيها، مطلعها: -

الفخر بالفضل ليس الفخر بالنسب ... والناس في ذاك من درّ ومن خشب

وكل فخر سوى فخرى فمختلق ... زور وقائله ينمى إلى الكذب

أنا الذى لم ينل من ذا الورى أحد ... مانلته قط من عجم ومن عرب

سموت فيهم بأصل لا يقاومه ... أصل ومن بعده بالعلم والأدب

بآل شادى ملوك الناس كلّهم ... أكرم بذلك من مجد ومن حسب

أيوب جدّى حقيقا حين ينسبنى ... يا حسنها رتبة تعلو على الرّتب

نحن الملوك الذرى (٣) والناس كلهم ... لنا عبيد (٤) وليس الرأس كالذّنب

كم قد أبدت بسيفى كل مفتخر ... حامى الحقيقة يوم الجحفل اللّجب

وكم تركت بنى الإفرنج في رعب ... فصرت أدعى لديهم جالب الرّعب

وكم أبحتهم يومى وغى ولعا ... رأس السنان وحدّ (٥) المخذم الذرب

وكم جررت إليهم جحفلا لجبا ... بالسابرّية والماذىّ واليلب

كفعل آبائى الغرّ الذين هم ... كانوا لدين الهدى كالوالد الحدب

من كلّ محتسب في الله منتسب ... مؤيّد بجميل النصر مرتقب

أغرّ أبلج وضّاح، لغرته ... فضل على الأنجم السيّارة الشهب

---

(١) في نسخة س «مع».
(٢) في نسخة س «وأغصان» والصيغة المثبتة أبلغ.
(٣) في نسخة س «نحن ملوك الورى» ومعها يختل الوزن.
(٤) في نسخة س «عبيدا» وهو تصحيف.
(٥) في نسخة س «يوجد» وهو تحريف.