للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما أتت كتبهم بذلك إليه عرف الملك المعظم ذلك، فمنعه من التوجه اليهم إلا بشرط أن يحلف له على مال يحمله إليه، فحلف له على ذلك. فيقال أن مبلغه كان أربع مائة ألف درهم. فأذن له [حينئذ (١)] في التوجه إلى حماة، فقدم اليها واجتمع بالوزير زين الدين بن فريج والجماعة الذين كانوا كاتبوه.

فاستحلفوه على ما أرادوا، فحلف لهم، وأصعدوه إلى القلعة وأظهروا أن والده حى، وأنهم جمعوا بينهم وبينه، وأنه عهد إليه بالسلطنة. ثم أخرجوه من القلعة راكبا في السناجق السلطانية. ونادوا في البلد بشعاره، وحنثوا في أيمانهم التي حلفوها لأخيه الملك المظفر. وكان عمر الملك الناصر، لما ولى الملك بحماة، سبع عشرة سنة؛ لأن مولده سنة ستمائة.

ولما ملك استوزر زين الدين بن فريج مدة، ثم بعد ذلك تغير عليه وأبعده. وتقدم عنده رجل من أهل حماة يعرف (٢) بشهاب الدين بن القطب، كان أبوه رجلا كبيرا في العلم والفتوى، وكان إبنه شهاب الدين عنده نباهة في الفقه والخلاف والأدب. وكان [شهاب الدين (٣)] سافر إلى العراق، واشتغل ببغداد مدة، ثم قدم حماه، وصار معيدا بالمدرسة السلطانية المنصورية عند الشيخ سيف الدين الآمدى. ثم اتفق أنه ولى أمرا وخان فيه، فحبسه الملك المنصور بجامع القلعه. [وكان له أخ يقال له عماد الدين بن القطب، كان فقيها فاضلا في المذهب فولاه] (٤) الملك المنصور القضاء بحماة.

ولما حبس شهاب الدين بالقلعة، كان يجتمع به الملك الناصر بجامع القلعة، فأنس به جدا وصار يكثر التردد إليه. فقال له شهاب الدين بن


(١) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) في المتن «من أهل حماة نعته يعرف» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٣) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) الصيغة المثبتة من س وفى نسخة م «وكان أخوه عماد الدين فقيها فاضلا في المذهب وولاه».

<<  <  ج: ص:  >  >>