للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القطب يوما «[إنى (١)] أبشرك ببشارة»، فقال [الملك الناصر (٢)] «ما هى؟».

قال «إنك تلى الملك بعد أبيك، ولا يليه أخوك الملك المظفر». فقال له الملك الناصر «من أين لك هذا؟». قال «إنى سمعت في النوم قائلا ينشدنى أبياتا من الشعر، فيها ذكر هذا» وأنشده أبياتا من جملتها [٩٩ ب]: -

وليس يملك من أولاده أحد ... إلا قليج الذى لا يملك النّشبا

ففرح الملك الناصر بذلك، ووعده أنه إذا وقع ذلك يحسن إليه، ويحكّمه في دولته.

فلما ولى أحسن إليه، وأقطعه إقطاعا جليلا. فنزع شهاب الدين عن رأسه العمامة، ولبس الشربوش (٣)، وتزيا بزى الجند. وولاه الملك الناصر المعرة، فتصرف فيها تصرف الملوك في بلادهم. ثم نزل عن ولاية المعرة، وصارت إليه أتابكية العسكر (٤) والنظر في أكثر الأمور، وإلى أخيه عماد الدين القضاء بحماة. ثم غضب عليه الملك الناصر بعد ذلك في سنة إثنتين وعشرين وستمائة، فاعتقله وعزل أخاه عن القضاء. فهرب عماد الدين، وبقى شهاب الدين محبوسا بقلعة حماة مضيقا عليه في أقبح حال، إلى أن ملك الملك المظفر حماه فأطلقه [وأحسن إليه (٥)].

ولما ولى الملك الناصر حماة، وبلغ أخاه الملك المظفر وفاة أبيه، استأذن خاله السلطان الملك الكامل في التوجه إلى حماة؛ ظنا منه أنه إذا وصلها سلمت


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) الشربوش قلنسوة طويلة تلبس بدل العمامة وكانت شارة الأمراء، انظر: Dozy, supp .Dict .Ar .
(٤) عن لقب «أتابك» انظر ما سبق من هذا الكتاب، ج ١، ص ٣٣ حاشية ٥.
(٥) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>