للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما وصل إلى الملك الأشرف رسل الكرج بما ذكرنا، اعتذر اليهم بالمسير إلى مصر لدفع الفرنج. وقال لهم: «إننى قد أقطعت مملكة خلاط لأخى، وسيرته إليها ليكون بالقرب منكم، وتركت عنده العساكر، فمتى احتجتم إلى نصرته لدفع التتر حضر معكم، ودفع التتر (١) عنكم».

[١٠٠ ب] وفى هذه السنة توفى نصير الدين ناصر بن مهدى الشريف العلوى، الذى كان وزير الخليفة الناصر لدين الله. وقد ذكرنا أخباره (٢).

وفيها توفى الشيخ صدر الدين أبو الحسن محمد بن عمر بن حمويه شيخ الشيوخ بمصر والشام. وكانت وفاته بالموصل، وكان فقيها فاضلا، وصوفيا صالحا من بيت كبير بخراسان. وخلف بنين أربعة تقدموا عند السلطان الملك الكامل، وسنذكر إن شاء الله تعالى بعض أخبارهم، وكان قدم الموصل رسولا من الملك الكامل إلى بدر الدين لؤلؤ صاحبها (٣).


(١) استعان ابن واصل كثيرا بما ذكره ابن الأثير عند «ذكر تسليم الأشرف خلاط إلى أخيه شهاب الدين غازى» انظر، كتاب الكامل، ج ١٢، ص ٣٩٨ - ٣٩٩ (حوادث سنة ٦١٧).
(٢) انظر ايضا، ابن الأثير، نفس المرجع والجزء، ص ٤٠٠.
(٣) ينتمى أولاد الشيخ (بنو حمويه) إلى أسرة فارسية متصوفة، وكانوا فقهاء شافعية، هاجر فرع من هذه الأسرة إلى الشام وتمتعوا بنفوذ كبير زمن بنى أيوب الأواخر خاصة السلطان الكامل وأولاده، عن أسرة أولاد الشيخ انظر: Gottschalk, article «Awld al - Shaykh» in EI.

<<  <  ج: ص:  >  >>