للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهدوا كل قطعة منه إلى ملك من ملوكهم، فيأمرهم السلطان أن يردوا إلينا المنبر لنرد عليهم الصوارى». فكتب السلطان اليهم، وذكر لهم ما ذكره شجاع الدين فعجزوا عن رد المنبر وأعرضوا عن ذكر الصوارى.

وهنت الشعراء الملك الكامل وإخوته بفتح دمياط، وأكثروا. فمما قيل في ذلك، قصيدة لشرف الدين بن عنين يمدح بها السلطان الملك المعظم عيسى - رحمه الله - ومطلعها: -

سلوا صهوات الخيل يوم الوغى عنا ... إذا جهلت آياتنا والقنا اللّدنا

غداة لقينا دون دمياط جحفلا ... من الروم لا يحصى يقينا ولا ظنّا

قد اتفقوا رأيا وعزما وهمة ... ودينا وإن كانوا قد اختلفوا لسنا

تداعوا بأنصار الصليب فأقبلت (١) ... جموع كأن الموج كان لهم (٢) سفنا

عليهم من الماذى كل مفاضة ... دلاص كقرن الشمس قد أحكمت وضنا

وأطمعهم فينا غرور فأرقلوا ... إلينا سراعا بالجياد وأرقلنا

فما برحت شمر الرماح تنوشهم ... بأطرافها حتى استجاروا بنامنّا

سقيناهم كأسا نفت عنهم الكرى ... وكيف ينام الليل من عدم الأمنا

لقد صبروا صبرا جميلا ودافعوا ... طويلا فما أجدى دفاع ولا أغنى

لقوا (٣) الموت من زرق الأسنة أحمرا ... فألقوا بأيديهم إلينا فأحسنا

وما برح الإحسان منا سجية ... توارثها عن صيد آبائنا الأبنا

[١٠٣ ب] وقد جرّبونا قبلها في وقائع ... تعلّم غمر القوم منا بها الطعنا


(١) في نسختى المخطوطة «وأقبلت» والصيغة المثبتة من ديوان ابن عنين، نشره وحققه خليل مردم، ص ٣٠.
(٢) في نسختى المخطوطة «لها» والصيغة المثبتة من ديوان ابن عنين، ص ٣٠.
(٣) في نسختى المخطوطة وكذلك في السلوك للمقريزى (ج ١، ص ٢١١) «بدا» والصيغة المثبتة من ديوان ابن عنين، ص ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>