للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظمته وناموسه ما هالهم. ثم أرسلت الفرنج قسوسهم ورهبانهم إلى دمياط لتسلم إلى المسلمين، فسلمت اليهم تاسع عشر رجب من هذه السنة. وكان يوم تسلمها يوما مشهودا عاد به الدين الإسلامى جديدا بعد أن كانت قد ساءت [به] (١) الظنون، وخيف على الديار المصرية والشامية من الفرنج خوفا شديدا.

وفى اليوم الذى سلمت فيه دمياط، وصل إلى الفرنج نجدة عظيمة من البحر، فلو سبقوا المسلمين اليهم لا متنعوا من تسليمها (٢).

ولما دخلها المسلمون رأوها وقد حصنها الفرنج [١٠٣ ا] تحصينا عظيما بحيث بقيت لا ترام، ولا يوصل إليها. ورجعت رهائن الفرنج إليهم، [ورهائن المسلمين اليهم (٣)]. وولاها السلطان الأمير شجاع الدين جلدك المظفرى التقوى (٤)، وكان رجلا خيرا شهما.

وكان للفرنج بدمياط لما وقع الصلح صوار (٥) عظام جدا، فأرادوا أخذها وحملها معهم إلى بلادهم، فمنعهم من ذلك شجاع الدين، فبعثوا إلى السلطان الملك الكامل يشكونه (٦) ويقولون: «إن هذه الصوارى لنا، وأن مقتضى الصلح أن ترد إلينا». فكتب الملك الكامل إلى شجاع الدين يأمره أن يرد الصوارى اليهم. فأصر على الأمتناع وقال: «إن الفرنج أخذوا منبر جامع دمياط وكسروه،


(١) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) ذكر ابن ايبك (الدر المطلوب، ورقة ١٥٧) أن هذه النجدة اشتملت على «الف مركب موسوقة رجال وعدد وسلاح ومأكول»، ومثل هذا العدد مبالغ فيه.
(٣) ما بين الحاصرتين مذكور في الهامش في نسخة م.
(٤) في نسخة س «الورى» والصيغة المثبتة من نسخة م، وقد ذكر أبو الفدا (المختصر، ج ٣، ص ١٣٠) أنه من مماليك الملك المظفر تقى الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب.
(٥) في نسخة س «صوارى» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من نسخة م.
(٦) في نسخة م «يسألونه» والصيغة المثبتة من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>