للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت مدة مقام الفرنج بالديار المصرية ثلاث سنين وشهورا. فاتفق رأى الكل على بذل الأمان لهم، وتسلم دمياط منهم، فأجيبوا إلى ما طلبوا على أن يأخذ منهم السلطان الملك الكامل ملوكهم رهائن إلى أن يسلموا دمياط، وطلبوا هم أن يأخذوا ولد السلطان وجماعة من خواصه رهائن إلى أن يرجع ملوكهم اليهم.

فتقررت القاعدة على ذلك والأيمان سابع رجب من هذه السنة، أعنى سنة ثمان عشرة وستمائة. وكانت رهائن الفرنج: ملك عكا (١)، واللكاف (٢) نائب البابا صاحب رومية الكبرى، وكندريس (٣) وغير هؤلاء من الملوك تتمة عشرين ملكا (٤).

وكانت رهائن السلطان الملك الكامل، ولده الملك الصالح نجم الدين أيوب، وجماعة من خواصه. وكان عمر الملك الصالح يومئذ خمس عشرة سنة؛ لأن مولده سنة ثلاث وستمائة.

ولما قدم هؤلاء الملوك إلى السلطان الملك الكامل جلس لهم مجلسا عظيما.

ووقف بين الملوك من إخوته وأهل بيته جميعهم، [ورأى الفرنج (٥)] من


(١) ملك عكا في تلك السنة كان حنا برين Jean de Brienne.
(٢) في المتن «والكاب» بدون تنقيط والصيغة المثبتة من نسخة س وكذلك من ابن أيبك (الدر المطلوب ورقة ١٥٦) حيث ورد «المعروف بالكاف» وقد ورد الاسم في ابن تغرى بردى (النجوم، ج ٦ ص ٢٤١) في صيغة «اللوكان» والمقصود به الكاردينال بلاجيوس Cardinal Pelage.
(٣) في نسخة س «كندرس» والصيغة المثبتة من نسخة م وورد الاسم في ابن ايبك (الدر المطلوب، ورقة ١٥٦) «كندريس الكبير» بينما ذكر ابن الأثير (الكامل، ج ١٢ ص ٣٣٠ حوادث سنة ٦١٤) الأسم في صيغة «كندريش» والمقصود بكلمة «كند» الكلمة الانجليزية Count (كونت) ولعله يعنى لويس دوق بافاريا الذى كان أحد رهائن الصليبيين.
(٤) ذكر ابن ايبك (الدر المطلوب ورقة ١٥٦) أن رهائن الفرنج كانوا أربعة عشر ملكا وذكر أسماءهم وأنهم «أعظم ملوك دين الصليب».
(٥) في الأصل «ورأوا» وفى نسخة س «فراؤا الفرنج».

<<  <  ج: ص:  >  >>