للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وورد إلى الملك الأشرف وهو بالرقة كتاب من الخليفة الأمام الناصر لدين الله، يأمر فيه بإقامة الخطبة بولاية العهد لابنه عدة الدين أبى نصر محمد، وهو الذى ولى الخلافة بعده، ولقب الظاهر بأمر الله. وكنا قد ذكرنا (١) أن الخليفة كان قد ولاه عهده، وكتب بذلك إلى السلطان الملك الناصر صلاح الدين - رحمه الله - وسائر ملوك الأطراف، وأنه خطب له بذلك على سائر البلاد الإسلامية، وضربت السكة باسمه بعد إسم والده. ثم ذكرنا أن أباه بعد ذلك خلعه من ولاية عهده، وكتب بذلك إلى ملوك الأطراف فطرحوا إسمه من السكة والخطبة. وأن الخليفة مال إلى ولده الأصغر أبى الحسن على وأهله لولاية عهده (٢). ثم ذكرنا وفاة علىّ سنة إثنتى عشرة وستمائة، وحزن الخليفة عليه (٣). ولما كانت هذه السنة ألجأت الخليفة الضرورة إلى إعادة إبنه أبى نصر إلى ولايه عهده، وتقدم إلى الملوك بإعادة الخطبة له بولاية العهد.

وفى هذه السنة سير الملك الأشرف إلى الأتابك شهاب الدين طغريل مربى الملك العزيز بن الملك الظاهر رسالة تتضمن أنه: «لما وقع الأتفاق في الأبتداء، وعرض علىّ الجبول وبزاعا وسرمين (٤) أحببت أن آخذ (٥) ذلك [١٠٥ ب] ليعلم المخالف والعدو أن البلاد قد صارت واحدة، والكلمة متفقة. والآن فقد تحقق الناس كلهم ذلك، وأوثر الآن التقدم إلى نواب المولى الملك العزيز


(١) انظر ما سبق من هذا الكتاب (ابن واصل، ج ٢، ص ٢٧٨ - ٢٧٩).
(٢) انظر ما سبق من هذا الكتاب (ابن واصل، ج ٣، ص ١٦٨ - ١٦٩).
(٣) انظر ما سبق من هذا الكتاب (ابن واصل، ج ٣، ص ٢٢٩).
(٤) الجبول قرية كبيرة إلى جانب ملاحة حلب، وبزاعه وسرمين بلدتين من أعمال حلب، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٥) في ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ١٩١) «أجبت إلى ذلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>