للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد [والله (١)] أبدع بعض الشعراء في ذكر إنجاد السلطانين الملك المعظم والملك الأشرف أخاهما السلطان الملك الكامل، قدس الله أرواحهم، في قوله من قصيدة: -

أعبّاد عيسى إن عيسى أتاكم ... وموسى جميعا ينصران محمدا

وقالت ست الفخر بنت التاجر مغنية الملك الأشرف تمدحه، وتذكر كسره الفرنج، وقد أبدعت في المعنى: -

ولما طغى فرعون عكا وقومه (٢) ... وجاء إلى مصر ليفسد في الأرض

أتى نحوهم موسى وفى يده العصا ... فغرّقهم في اليمّ بعضا على بعض

ولما فتحت دمياط دخلها السلطان الملك الكامل، وفى خدمته إخوته، وملوك [١٠٥ ا] أهل بيته، وكان يوم دخوله إليها يوما مشهودا. ثم توجه إلى القاهرة، وأذن للملوك في الرجوع إلى بلادهم، فرجع كل ملك منهم إلى بلاده. وعمت هذه البشارة آفاق الأرض؛ فان التتر كانوا قد أهلكوا بلاد العجم، وكادت باقى البلاد الإسلامية تستأصل بالفرنج، فنصر الله المسلمين عليهم وكفاهم شرهم (٣). وعقدت الهدنة مع الفرنج مدة معلومة.

وتوجه الملك الأشرف إلى الشرق، وانتزع الرقة من الملك الأمجد محمود ابن قطب الدين محمد بن عماد الدين زنكى بن مودود بن زنكى، ولقى محمود بغيه على أخيه وقد ذكرنا قتله له. وأقام الملك الأشرف بالرقة، وورد إلى خدمته الملك الناصر صلاح الدين قلج أرسلان بن الملك المنصور صاحب حماة، فأقام معه مدة ثم رجع إلى بلده (٤).


(١) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) كذا في نسختى المخطوطة وفى السلوك للمقريزى، ج ١، ص ٢٠٩ «ببغيه».
(٣) الجزء التالى ساقط من نسخة س، وسوف ينوه عند نهاية هذا الجزء الساقط.
(٤) انظر أيضا أبو الفدا (المختصر، ج ٣، ص ١٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>