للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سددت سبيل البر والبحر عنهم ... بسابحة دهم وسابقة (١) غر

أساطيل ليست في أساطير من مضى ... فكل غراب راح أقنص من (٢) صقر

وباتت جنود الله فوق ضوامر ... بأوضاحها تغنى السراة عن الفجر

فما زلت حتى أيد الله حزبه ... وأشرق وجه الدين جذلان بالنصر

فروّيت منهم ظامئ البيض والقنا ... وأشبعت منهم طاوى الذئب والنسر

وجاءت ملوك الروم نحوك خضّعا ... تجرر أذيال المذلة (٣) والصّغر

أتوا ملكا فوق السّماك (٤) محلّه ... فمن جوده ذاك السحاب الذى يسرى

فمنّ عليهم بالأمان تكرما ... على الرغم من بيض الصوارم والسمر

كفى الله دمياط المخافة (٥) إنها ... لمن قبلة الإسلام من موضع البحر

وما طاب ماء النيل إلا لأنه ... يحل محل الريق من ذلك الثغر

فلله يوم الفتح يوم دخولها ... لقد (٦) طارت الأعلام منه (٧) على وكر

ومنها:

لك الله من أثنى عليك فإنما ... من القتل قد أنجيته أو من الأسر

يقصّر عنك المدح من كلّ مادح ... ولو جاء بالشمس المنيرة والبدر

قلت: لقد أبدع بهاء الدين زهير - رحمه الله - في هذه القصيدة، وأتى بكل معنى بديع لطيف، وكذا أكثر شعره رحمه الله. وسنذكر شيئا من أخباره إذا انتهينا إلى ذكر مخدومه السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب - رحمه الله.


(١) كذا في نسختى المخطوطة وفى شرح الديوان، ص ٩٩ «وسابحة».
(٢) كذا في نسختى المخطوطة وفى شرح الديوان، ص ٩٩ «أفتك».
(٣) كذا في نسختى المخطوطة وفى شرح الديوان، ص ١٠٠ «المهانة».
(٤) في نسخة م «السماء» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن شرح الديوان، ص ١٠٠.
(٥) في نسخة س «المحاجة» وفى شرح الديوان، ص ١٠٠ «المكاره».
(٦) كذا في نسختى المخطوطة وفى شرح الديوان، ص ١٠٠ «وقد».
(٧) كذا في نسختى المخطوطة وفى شرح الديوان، ص ١٠٠ «منها».

<<  <  ج: ص:  >  >>