للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما اعتقل الملك المنصور القاضى شهاب الدين بن سليمان المعرى أحمد بن مدرك بن سليمان قاضى المعرة، استدعى الملك المنصور والدى وألزمه قبول قضاء المعرة، فامتثل مرسومه وتوجه إليها. وعاد القاضى حجة الدين إلى قضاء حماة. ثم توفى حجة الدين في شعبان سنة سبع عشرة وستمائة (١)، فولى الملك المنصور قضاء حماة عماد الدين بن القطب، أخا شهاب الدين المقدم ذكره.

ولما توفى الملك المنصور [سنة سبع عشرة وستمائة (٢)]، وولى الملك الناصر ولده، تقدم عنده - كما ذكرنا - شهاب الدين [بن قطب، وكان معمما فقيها فألبسه الملك الناصر (٣)] الشربوش (٤) ونادمه وولاه المعرة، وقد ذكرنا ذلك كله (٥)، وأقر أخاه على قضاء حماة.

ولما وصل الخبر إلى المعرة بدنو الملك المعظم منها [١٠٩ ا] هرب شهاب الدين بن القطب إلى حماة. وخرج والدى وأعيان أهل المعرة إلى لقاء الملك المعظم. فأقبل على والدى والجماعة إقبالا عظيما، ونزل بدار الملك الناصر صاحب حماة، وهى دار ابتناها له شهاب الدين بن القطب غربى المعرة.

[وشاهدته - رحمه الله - حين دخوله إليها، وعمرى خمس عشرة سنة يومئذ.

وحين استقر في الدار المذكورة، سير إليه والدى هدية وكتبا من العلم نفيسة، فقبلها وأخذ يسيرا منها، وأمر بحمل الباقى إلى ولده الملك الناصر صلاح الدين


(١) في نسخة س «في شعبان في آخر سنة ستة عشر وستمائه» والصيغة المثبتة من نسخة م ولم ترد له ترجمة في كتب التراجم المعروفة.
(٢) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س، وفى نسخة م «وألبسه».
(٤) عن الشربوش، انظر ما سبق، ص ٨٨ حاشية ٣.
(٥) انظر ما سبق، ص ٨٧ - ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>