للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

داود رحمه الله، وكان نازلا معه في تلك الدار. وعمر الملك الناصر يومئذ ست عشرة سنة، لأن مولده سنة ثلاث وستمائة (١)].

واستولى الملك المعظم على المعرة وما فيها من الحواصل. وولى فيها واليا من قبله. ووصل إلى خدمته وهو بالمعرة الأمير شهاب الدين يوسف بن عز الدين مسعود بن سابق الدين عثمان بن الداية، صاحب شيزر (٢). ثم ورد إليه شهاب الدين بن القطب رسولا من الملك الناصر يستعطفه ويستميله، فلم يلتفت إليه ورجع إلى حماة خائبا.

ووصل أيضا إليه وهو بالمعرة الأمير مظفر الدين بن جرديك رسولا من الأتابك شهاب الدين طغريل، وعلى يده تقدمة فقبلها، واعتذر بأنه إنما جاء بكتاب وصله من أخيه السلطان الملك الكامل يأمره أن يقبض على خادمه المعروف بمجاهد الدين إقبال، وأنه خرج خلفه ليدركه، فلما قرب من حماة بدا من صاحبها من الإمتهان وعدم النزل (٣) والإقامة ما لا يليق. [وتجنى الملك المعظم على الناصر صاحب حماة ذنوبا لا أصل (٤) لها]. وكان الحلبيون إذ ذاك والملك الناصر صاحب حماة تجمعهم رابطة الإنتماء إلى الملك الأشرف والانحياز إليه.

ثم رحل الملك المعظم إلى سلمية، وأقام بها إلى أن خرجت هذه السنة، وهو على قصد منازلة حماة وانتزاعها من الملك الناصر صاحبها.


(١) ورد ما بين الحاصرتين في نسخة س مع بعض التقديم والتأخير.
(٢) ورث شهاب الدين يوسف حكم شيزر عن أبيه وجده، انظر المقريزى، السلوك، ج ١، ص ١٢٥.
(٣) في نسخة س «النزول» والصيغة المثبتة من م وكذلك من ابن العديم، بغية الطلب، ج ٣، ص ١٩٢.
(٤) في نسخة م «وتجنى عليه الملك المعظم ذنوبا غير ذلك» والصيغة المثبتة من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>