للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان لقتادة ابن آخر أسمه راجح وكان مقيما عند العرب بظاهر مكة، يفسد وينازع أخاه الحسن في ملك مكة. فلما قدم الحاج العراقى إلى مكة - سنة ثمان عشرة وستمائة - وكان أميرهم مملوكا من مماليك الخليفة الناصر لدين الله أسمه آق باش (١)، وكان حسن السيرة [مع الحاج (٢)] في الطريق، كثير الحماية لهم، فأتاه راجح بن قتادة وبذل له وللخليفة مالا ليساعده على استنزاع مكة من الحسن، وأن يكون هو أميرها. فأجابه آق باش إلى ذلك ووصلوا إلى مكة ونزلوا بالزاهر. وتقدم راجح وآق باش إلى مكة مقاتلين لحسن بن قتادة. وكان حسن قد جمع جموعا كثيرة من العرب وغيرهم، فخرج إليهما من مكة وقاتلهما. وتقدم آق باش من بين عسكره منفردا، وصعد جبلا هناك إدلالا بنفسه، وأنه لا يقدم عليه أحد، فاحتاط به أصحاب حسن وقتلوه وعلقوا رأسه على رمح، فانهزم العسكر العراقى. واحتاط [١١٠ ب] أصحاب حسن بالحاج لينهبوهم، فأرسل اليهم حسن عمامته أمانا لهم، فعاد أصحابه عنهم ولم ينهبوا منهم شيئا. وسكن الناس وأذن حسن لهم في دخول مكة، وإقامة مناسك الحج، فدخل الحاج وقضوا مناسكهم، وعادوا إلى العراق سالمين. وعظم على الخليفة الناصر لدين الله ما فعله حسن بن قتادة [في قتل أمير الحاج (٣)]، فوصلت رسل حسن [بن قتادة إلى الخليفة (٤)] يعتذر ويطلب العفو عنه فأجيب إلى ذلك. [ولم يظهر لراجح بن قتادة خبر بعد الوقعة (٥)].

فلما كان الموسم من هذه السنة - أعنى سنة تسع عشرة وستمائة - قدم الملك المسعود بن الملك الكامل من اليمن إلى مكة حاجا، فلما كان يوم عرفة وقد


(١) في نسخة م «آق تاش» وبدون تنقيط في نسخة س، وورد الأسم في ابن الأثير، ج ١٢، ص ٤٠١، وفى ابن كثير، ج ١٣، ص ٩٢ «آقباش».
(٢) اضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح من ابن الأثير، ج ١٢، ص ٤٠١.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>