للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقدمت أعلام الخليفة لترفع على الجبل، تقدم الملك المسعود بعساكره ومنع من ذلك، وأمر بتقديم أعلام أبيه السلطان الملك الكامل الواردة من الديار المصرية على أعلام الخليفة، ولم يقدر أصحاب الخليفة على منعه من ذلك، ثم رجع إلى اليمن بعد قضاء مناسك الحج. ولما بلغ الخليفة ذلك عظم عليه، وراسل السلطان الملك الكامل في إنكار ذلك، فوقع الاعتذار عنه، فقبل الخليفة العذر.

وأقام الملك المسعود باليمن بعد قدومه إليها مدة يسيرة، ثم حدثته نفسه بقصد مكة وانتزاعها من حسن بن قتادة، وكان حسن قد أساء السيرة في الأشراف ومماليك أبيه وتفرقوا عنه، ولم يبق عنده إلا نفر قليل.

فقدم الملك المسعود مكة في رابع شهر ربيع الأول (١) من سنة عشرين وستمائة، فلقيه حسن بن قتادة في المسعى، وقاتله ببطن مكة، فانهزم الحسن وفارق مكة بمن معه. وملك الملك المسعود مكة واستولى عليها، وأمر أن ينبش قبر أبى عزيز قتادة ويحرق، فنبشوه فظهر التابوت الذى دفنه الحسن والناس ينظرون اليه، فلم يروا فيه شيئا، فعلموا حينئذ أن الحسن كان دفن أباه سرا، وأنه لم يجعل في التابوت شيئا. وذاق الحسن وبال أمره [وقطيعة رحمه (٢)] بقتله أباه وعمه وأخاه، وولى الملك المسعود بمكة واليا من قبله وعاد إلى اليمن.


(١) في نسخة س «سابع شهر ربيع الأول» بينما ذكر ابن الأثير (الكامل، ج ١٢ ص ٤١٣ حاشية ٢) ونقل عنه الفاسى (العقد الثمين، ج ٤ ص ١٦٨ - ١٦٩) أن الملك المسعود وصل إلى مكة «رابع ربيع الآخر».
(٢) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س وفى ابن الأثير، ج ١٢، ص ٤١٣ «وذاق الحسن عاقبة قطيعة الرحم».

<<  <  ج: ص:  >  >>