للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جلال الدين أن يقتلوا بكل طريق، ولا يبقى على أحد منهم. وبلغت عدة القتلى منهم عشرين ألفا وقيل أكثر من ذلك [١١٩ ا]، وأسر كثير من أعيانهم، ومضى إيوانى مقدم الكرج منهزما، ولم يكن ملكهم بالحقيقة، وإنما كان الملك يومئذ في امرأة وقد قال النبى صلّى الله عليه وسلم: «لن (١) يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة».

ولما انهزم إيوانى أدركه الطلب فصعد إلى قلعة لهم على طريقه فاحتمى بها، فرتب جلال الدين عليها من يحصرها ويمنعه من النزول منها، ثم فرق عساكره في بلاد الكرج ينهبون ويقتلون ويسبون ويخربون (٢) البلاد. فلولا ما عرض ما سنذكره (٣) الآن لملك جلال الدين بلاد الكرج، واستأصل أهلها قتلا وسبيا.

ولما فرغ جلال الدين من هزيمة الكرج ودخل بلادهم بث العساكر فيها وأمرهم بالمقام بها مع أخيه غياث الدين بن خوارزم شاه - وكان قد انضم إليه كما ذكرنا وصار من أتباعه - وكان قد بلغ جلال الدين قبل هزيمة الكرج من جهة وزيره شرف الملك، وكان قد تركه بتوريز لحفظ البلد والنظر في مصالح الرعية، أنه اتفق شمس الدين الطغرائى (٤) مقدم أهل توريز مع الرئيس بها (٥) وسائر المقدمين بالبلد، [وتحالفوا (٦)] وتعاقدوا على العصيان على جلال


(١) في نسخة م «لا» والصيغة المثبته من س وابن الأثير (ج ١٢ ص ٤٣٦).
(٢) في نسخة م «يحرقون» والصيغة المثبتة من س وابن الأثير، ج ١٢ ص ٤٣٦.
(٣) في نسخة م «مما سنذكره» والصيغة المثبتة من س.
(٤) في نسخة م «شمس الطغرائى» والصيغة المثبتة من س وابن الأثير، الكامل، ج ١٢ ص ٤٣٦؛ عن شمس الدين الطغرائى انظر، النسوى، سيرة السلطان جلال الدين، ص ١٩٥ - ١٩٦، ٢٠١، ٢٠٣، ٢٠٨ - ٢٠٩، ٣١٦، ٣٥٩.
(٥) ذكر النسوى (سيرة السلطان جلال الدين، ص ٢٠٠) أن اسم الرئيس هو نظام الدين وأنه كان أبن أخى الطغرائى.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>