للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالجملة (١) ذلك كله من محاسن الأخلاق الممدوحة شرعا وعقلا [١٢٢ ب]، وقرئت هذه الخطبة بمحضر من السلطان والأكابر. وكان القاضى بحماة يومئذ بهاء الدين أبا اليسر بن موهوب (٢) فأمره السلطان بلبس سراويل الفتوة في المجلس فلبسها ولبسوها الجماعة.

وكذلك [أيضا (٣)] منع الخليفة من الدعوة في البندق إلا له، وأبطل المناسيب في جميع البلاد إلا (٤) له، فأجابه الناس بالعراق وسائر الأمصار إلى ذلك ما خلا رجلا واحدا راميا بالبندق من أهل بغداد فإنه امتنع من إجابته، وهرب من العراق ولحق بالشام، فأرسل إليه [الخليفة (٥)] يرغبه بالأموال الجزيلة ليرمى عنه، فامتنع من الرمى له والانتساب اليه، فأنكر ذلك عليه بعض الناس فقال:

«يكفينى فخرا أنه ليس في الأرض أحد من الرماة إلا وهو منسوب إلى الخليفة غيرى». وصنف الخليفة كتابا في الحديث النبوى فيه أسانيد صحيحة عالية رواها الخليفة عن أكابر من المحدثين، وسمى الكتاب «روح العارفين (٦)».

ثم أجازه الخليفة [الناصر لدين الله (٧)] لجماعة وأمرهم أن يسمعوه في العراق وفى سائر الآفاق. ووصل هذا [الكتاب (٨)] في سنة ثمان عشرة وستمائة على يد


(١) في نسخة س «وما يحمله».
(٢) في نسخة م «مرهوب» والصيغة المثبتة من س.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) وردت الجملة في ابن الأثير (الكامل ج ١٢ ص ٤٤٠) أكثر وضوحا: «وكذلك أيضا منع الطيور المناسيب لغيره إلا ما يؤخذ من طيوره، ومنع الرمى بالبندق إلا من ينتمى اليه).
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٦) ذكر حاجى خليفة هذا الكتاب في كشف الظنون (ج ١ ص ٩١٥، ط. طهران ١٩٤٧) ونسبه للخليفة الناصر لدين الله أحمد، انظر أيضا ابن واصل، ج ٣ ص ٢٢٨.
(٧) الاضافة من نسخة س.
(٨) الاضافة من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>