للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجل من أهل شيزر يرويه عن الخليفة إجازة، وسمعناه عنه [وقد تقدم ذكره (١)].

وكان الناصر لدين الله يتشيع ويميل إلى مذهب الأمامية (٢) وهو خلاف ما كان عليه أباؤه من القادر [بالله (٣)] إلى المستضيئ [بنور (٤) الله] فإنهم كانوا يذهبون مذهب السلف، وللخليفة القادر (٥) عقيدة مشهورة في ذلك. فتقدم عند الناصر جماعة من الشيعة، وبلغنى أنه بلغه أن شخصا من أهل بغداد كان يرى صحة خلافة يزيد بن معاوية فأحضره الخليفة ليعاقبه على هذه المقالة، فلما حضر [الرجل (٦)] قيل له: «أنت تقول بصحة خلافة يزيد؟». فقال في الجواب:

«أنا أقول أن الإمام لا ينعزل عن الأمامة بارتكاب الفسق». فأعرض الخليفة عنه، وأمر باطلاقه إذ لم يمكنه محاققته في ذلك لئلا يرد عليه ما يرد.

وكان الشيخ جمال الدين بن الجوزى وغيره من الوعاظ إذا تكلموا بحضرته ربما أتوا بأمر موهم خوفا منه. سئل الشيخ جمال الدين وهو على المنبر والخليفة يسمع: «من أفضل الناس بعد رسول الله؟» وقصد بذلك [١٢٣ ا] أن


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س، أنظر ابن واصل، ج ٣ ص ٢٢٨.
(٢) ذكر الشهرستانى (الملل والنحل، ص ٣٢٤) عن الأمامية: «هم القائلون بإمامه على رضى الله عنه بعد النبى عليه السلام نصا ظاهرا وتعيينا صادقا من غير تعريض بالوصف بل إشارة إليه بالعين» انظر أيضا المقريزى، الخطط، ج ٢ ص ٣٥١.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) في نسخة س «وللخليفة الناصر» وهو خطأ واضح كما يفهم من سياق المعنى، انظر كذلك ابن الأثير، ج ٩، ص ٤١٥.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>