للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول جمال الدين صريحا ما يخالف رأى الخليفة. فقال [الشيخ جمال الدين (١)] مسرعا: «أفضلهم بعده من كانت إبنته تحته»؛ وهذا القول كما علم محتمل للأمرين معا. وذكر أنه سئل مرة أخرى عن ذلك فأنشد:

لا تسألونى إلاّ عن أواخرهم ... فأوّل الركب ما عندى له خبر

وكان إبنه أبو نصر محمد - وهو الذى ولى [الخلافة (٢)] بعده ولقب الظاهر بأمر الله - على خلاف مذهبه، وكان يرى رأى الحنابلة ويبغض الروافض (٣).

وكان [للناصر لدين الله (٤)] إبن آخر أصغر منه أسمه على، موافق لأبيه على رأيه فأحبه الخليفة وأبغض إبنه أبا نصر، وكان قد ولاه عهده فخلعه من العهد كما قدمنا ذكره (٥). ثم توفى على فحزن عليه الخليفة حزنا شديدا، وكتب إلى سائر الأطراف يأمر بأن يتقدم إلى الشعراء بالرثاء له وإقامة شعار الحزن، وقد ذكرنا ذلك كله (٦). ثم دعته الضرورة إلى تجديد العهد لإبنه أبى نصر كما ذكرنا في سنة ثمان عشرة وستمائة (٧)، وهو مع ذلك محبوس - على ما بلغنى - مضيّق


(١) أضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) الروافض هم الغلاة في حب على بن أبى طالب وبغض أبى بكر وعمر وعثمان وعائشة ومعاوية وبعض الصحابة، وسموا رافضة لأن زيد بن على بن الحسين، امتنع من لعن أبى بكر وعمر وقال: «هما وزيرا جدى محمد صلى الله عليه وسلم»، فرفضوا رأيه، ومنهم من قال لأنهم رفضوا رأى الصحابة حيث بايعوا أبا بكر وعمر. وقد اختلف الروافض في الامامه اختلافا كثيرا وانقسموا إلى فرق كثيرة، انظر ابن طاهر البغدادى، الفرق بين الفرق، ص ١٨، ٢٢ - ٤٤؛ المقريزى، الخطط، ج ٢ ص ٣٥١، وعن الأمامية انظر الشهرستانى، الملل والنحل، ص ٣٢٤ - ٣٦٢.
(٤) في الأصل «له» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٥) انظر هذا الكتاب (ابن واصل، ج ٣ ص ١٦٨ - ١٦٩)، وانظر ما سبق من هذا الجزء ص ١٠٦.
(٦) انظر ابن واصل، ج ٣ ص ٢٢٩ - ٢٣٢.
(٧) انظر ما سبق ص ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>