للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذى قوى طمع الملك المعظم أن [أخاه (١)] الملك الكامل كان خائفا من جنده، وأوهمه الملك المعظم أنه إن خرج من مصر أخذه بعسكره، فلم يجسر على الحركة من مصر. فصمم الملك المعظم على قصد حمص وحماة، ورأى البداية بحمص [أوفق له (٢)] فسير أولا جماعة من عرب دمشق فأغاروا على قرى حمص ونهبوها وأخربوها. ووصل من جهة الملك الأشرف الأمير مانع بن حديثه أمير آل فضل (٣) في جموع كثيرة من العرب لأنجاد الملك المجاهد أسد الدين [شير كوه (٤)] صاحب حمص، فانتهبوا قرى المعرة وحماة وقسموا البيادر (٥).

ثم خرج الملك المعظم من دمشق في عساكره ووصل إلى حمص فاندفع مانع وعرب حلب والجزيرة إلى قنسرين، ثم نزلوا قرى حصار (٦)، ثم تركوا


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) آل فضل هم بنو فضل بن ربيعة وهم عدة بطون من طى من القحطانية ومنازلهم من حمص إلى قلعة جعبر إلى الرحبة آخذين على شقى الفرات وأطراف العراق إلى البصره، انظر القلقشندى؛ نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب (ط بغداد ١٩٥٨) ص ١٠٦.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) البيادر جمع بيدر وهو الموضع الذى تدرس فيه الغلال، انظر ابن منظور، لسان العرب، ج ٥ ص ١١٤؛ سعيد عاشور، العصر المماليكى، ص ٣٩٩.
(٦) في نسخة س «فنزلوا إلى قرى حصار» والصيغة المثبتة من نسخة م وكذلك من ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣، ص ١٩٧. وقرى أوقرا حصار (الحصن الأسود) اسم يطلق على أماكن كثيرة مختلفة بآسيا الصغرى مثل قرى حصار صاحب وقرى حصار شرقى وقرى حصار بهرامشاه. . وكل هذه الأماكن كانت واقعة على مرتفعات حصينة من الصعب الوصول اليها أحيانا، ويحتمل أن تكون قد شيدت كمأوى لبعض جماعات السكان وقت الحروب في آسيا الصغرى، انظر:
J. Mordtmann, article Kara Hisar in EI, ist edition .

<<  <  ج: ص:  >  >>