للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«أتممت هذا الكتاب مطالعة ومراجعة وأنا منازل مدينة (١) أرسوف»، وفى بعضها يقول: «أتممته مطالعة ومراجعة وأنا بنابلس».

وكان ملوك هذا البيت كلهم شافعية، وانفرد هو - رحمه الله - بالانتماء إلى مذهب أبى حنيفة رحمه الله. وبلغنى أن أباه السلطان الملك العادل لامه [في ذلك] (٢) وقال له: «كيف اخترت مذهب أبى حنيفه، وأهلك كلهم شافعية؟».

فقال لأبيه على سبيل المداعبة: «ياخوند أما ترضون أن يكون فيكم رجل واحد مسلم». وكان شديد التعصب لمذهب أبى حنيفه - رحمه الله - عزل خطيب الأقصى وكان شافعيا، وولى خطابة الأقصى رجلا حنفيا بغداديا يقال له شهاب الدين، كان متميزا في الفقه، ومدرسا بالمدرسة الحنفية (٣) التي على باب الحرم الشريف المعروفة بالأمجدية؛ وهى منسوبه إلى الملك الأمجد حسن شقيق الملك المعظم، وكان مدفونا بها، ثم نقل [بعد ذلك] (٤) إلى مشهد جعفر بن أبى طالب - رضى الله عنه - بمؤته من أعمال الكرك. [١٣٥ ا] وأبقى الملك المعظم بالصخرة الإمامة للشافعية، وأمر المؤذنين أن لا يبلغوا (٥) في تكبير الصلوات بالحرم الشريف إلا خلف الأمام الحنفى إمام الأقصى لا غير. وبلغه مرة أن المؤذنين بلّغوا بالحرم خلف إمام الصخرة الشافعى، فأنكر ذلك غاية الانكار.

ثم بنى بالحرم الشريف قبة ووقف عليها وقفا جليلا على أن يشتغل في تلك القبة بالقرآت السبع، وشرط أن لا يصرف من وقفها شئ إلا للحنفيه فقط،


(١) في نسخة س «لمدينة».
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) في نسخة س «الحنيفية».
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) في نسخة س «يؤذنوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>