للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مات كان ابنه فردريك شابا في أول ترعرعه، وأنه طمع في هذه المرتبة جماعة من ملوك الفرنج، كل منهم رجا أن يفوضها إليه بابا رومية. وكان فردريك ماكرا خبيثا، وهو من الألمانية، وهم جنس من أجناس الفرنج.

فاجتمع بكل واحد من الملوك الذين طمعوا في مرتبة الأنبرطورية على انفراده وقال لكل واحد منهم: «إنى لا أريد هذه المرتبة لأنى لا أصلح لها، فإذا اجتمعنا عند البابا فقل أنت له إن هذا الأمر ينبغى أن يتقلد الحديث فيه ابن الأنبرطور الماضى، وأن من رضى بتقليده الأنبرطورية فأنا راض به، فإن البابا إذا رد الاختيار إلىّ في ذلك، إخترتك ولا أختار غيرك، وقصدى الانتماء إليك والاعتضاد بك». ولما قال [فردريك (١)] هذه المقالة لكل واحد من الملوك، أجابه كل واحد منهم، ووثق به، واعتمد صدقه فيما قال. فلما اجتمعوا عند البابا بمدينة رومية ومعهم فردريك، وكان قد تقدم إلى جماعة من أصحابه الألمانية الشجعان، أن يكونوا مستعدين راكبين خيولهم قريبا من الكنيسة العظمى التي برومية التي فيها المجمع الكبير. قال البابا للملوك لما اجتمعوا عنده: «ما ترون في أمر هذه المرتبة، ومن هو الأحق بها؟ [١٤٦ ب]» ووضع التاج بين أيديهم. فكل واحد منهم قال: «حكمت فردريك في ذلك، وما يشير به فهو الذى أقبله وأسير به، فإنه ولد الأنبرطور، وأحق الجماعة بأن يسمع قوله في ذلك». فقام فردريك وقال: «أنا ابن الأنبرطور وأنا أحق بمرتبته وتاجه، والجماعة كلهم قد (٢) رضوا بى واختارونى».

ووضع التاج على رأسه فانكسوا كلهم، وخرج مسرعا والتاج على رأسه.


(١) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٢) في المتن: «فقد».

<<  <  ج: ص:  >  >>