للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وركب وركب معه الألمانية - الذين تقدم إليهم بأن يقفوا قرب الكنيسة - وسار بهم على حمية إلى بلاده. ثم بعد ذلك صدرت منه أمور توجب - عند البابا على ما يقتضيه مذهبهم - تحريمه فحرمه.

وبلغنى أنه لما كان الأنبرطور بعكا قال للأمير فخر الدين بن الشيخ - رحمه الله - أخبرنى عن الخليفة الذى لكم ما أصله؟». فقال فخر الدين: «هو ابن عم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أخذ الخلافة عن أبيه، وأخذها أبوه عن أبيه، فالخلافة مستمرة في بيت النبوة، لا تخرج منهم». فقال الأنبرطور:

«ما أحسن هذا، لكن هؤلاء القليلوا (١) العقول - يعنى الفرنج - يأخذون رجلا من المزبلة ليس بينه وبين المسيح نسبة ولا سبب، جاهلا فدما (٢)، يجعلونه خليفة عليهم، قائما مقام المسيح فيهم، وأنتم خليفتكم ابن عم نبيكم، فهو أحق الناس بمرتبته».

ولما قصد البابا وأخو ريدا فرنس منفريدا بن الأنبراطور قاتلاه وهزما عسكره، وقبضا عليه. وتقدم البابا بذبحه فذبح، وملك أخو ريدافرنس البلاد التي كانت بيد ابن الأنبرطور، واستولى عليها، وكان هذا في سنة ثلاث وستين وستمائة في غالب ظنى (٣).


(١) كذا في المخطوطة.
(٢) ذكر ابن منظور (لسان العرب، ج ١٥ ص ٣٤٧) أن الفدم من الناس العييى عن الحجة والكلام مع ثقل ورخاوة وقلة فهم، وهو أيضا الغليظ السمين الأحمق الجافى.
(٣) كانت البابوية قد خرجت ظافرة من نزاعها الطويل الذى استمر عدة قرون مع أباطرة الدولة الرومانية المقدسة من أسرة هوهنشتا وفن، واعتبرت البابوية نفسها وصية على أراضى هؤلاء الأباطرة في جنوب ايطاليا وصقلية. ورفض مانفرد بن فردريك الثانى ملك صقلية أن يعترف بمطالب البابوية، مما جعل البابا يعرض مملكة صقلية على شارل الأنجوى الفرنسى ليحكمها تابعا للبابا. وقبل شارل - أخو لويس التاسع - عرض البابوية وغزا صقلية ليقتل مانفرد ويحكم الجزيرة حكما تعسفيا، انظر سعيد عاشور، أوربا العصور الوسطى، ج ١ ص ٥٥٩ - ٥٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>