للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما وصل مجد الدين ومثقال الجمدار فتحوا لهما باب القصر فدخلا المدينة ولم يمكنو هما من الصعود إلى القلعة [١٥٢ ا]، وأنزلوا إليهما الملك المعز فاجتمع بهما وقال لهما: «هذه القلعة لى ولأخوتى يقوم بملكها أحدنا، وأى واحد منا مات كان فينا من يقوم مقامه. وليس بيننا وبين من يقصدنا إلا السيف» ثم رجع إلى القلعة. ورجع مجد الدين ومثقال الجمدار، وصاحت العامة (١) عليهما، ورجموهما بالحجارة، فرجعا إلى السلطان وأخبراه بذلك. فحينئذ أرسل السلطان الملك الكامل إلى الملك المظفر تقى الدين محمود يأمره أن يتفق مع مماليك أبيه على تسليم القلعة إليه. وكان [الملك المظفر (٢)] نازلا بظاهر البلد مع العسكر محاصرا له، فراسلهم السلطان الملك المظفر في ذلك، فأجابوه إلى تسليم البلد والقلعة إليه. وأرسلوا إليه من يستحلفه لهم ويستحلفهم له (٣)، فخرج إليه جماعة من الأعيان أحدهم خال (٤) القاضى برهان الدين [اسماعيل (٥)] بن أبى الدم - رحمه الله - وهو ابن عم القاضى شهاب الدين بن أبى الدم وكان يومئذ متولى القضاء بحماة. فاجتمعوا به بالجوسق الذى بناه الملك الناصر أخوه على العاصى شمالى تربة جدهما الملك المظفر تقى الدين عمر - رحمه الله - واستحلفوه لمن في القلعة، واشترطوا عليه أن لا يدخل البلد إلا بجماعته خاصة، وأن لا يدخله


(١) في نسخة س «عامة البلد».
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) في نسخة م «من استحلفه على ذلك» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٤) في نسخة س «خالى» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>