للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بولاية عهد أبيه الملك المنصور سنة ست عشرة وستمائة (١). وجرى من تغلب أخيه على الملك ما جرى، وعاد الحق إلى نصابه، واستقر في أربابه، وفرحت الرعية بملكه؛ لما يعلمونه من شهامته وصرامته، ووفور عقله وكمال يقظته وفطنته. وكانوا خائفين من تغلب الملك الكامل على البلد، فأمنوا ذلك بدخول الملك المظفر إليه واستقراره به. وزال ما حذروه من زوال ملك البيت التقوى إلى غيره، فإن أهل هذا البلد جبلت قلوبهم على محبة هذا البيت الكريم، صغيرهم وكبيرهم لأنهم ربوا في صدقاتهم وإحسانهم، فالله تعالى يديم دولتهم [لهم] (٢) ليعيشوا في ظلها وكنفها. (٣)

وكانت مدة ملك الملك الناصر قلج أرسلان بحماة وبلادها تسع سنين إلا نحو شهرين؛ فإن ابتداء ملكه كان في ذى القعدة سنة سبع عشرة وستمائة.

وأقام الملك المظفر في دار الأكرم يومين، وصعد في اليوم الثالث إلى القلعة [المحروسة (٤)] وتسلمها. وجاء عيد الفطر من هذه السنة -[أعنى سنة ستة وعشرين وستمائة (٥)]- وهو مالك حماة وبلادها، وعمره يومئذ نحو سبع وعشرين سنة، لأن مولده سنة تسع وتسعين وخمس مائة، ومولد أخيه الملك الناصر سنة ستمائة، بينهما سنة واحدة. ولما ملك [الملك المظفر (٦)] حماة [فوض الأمور كلها صغيرها وكبيرها إلى الأمير سيف الدين على بن أبى على؛


(١) انظر ما سبق ص ٦٤ - ٦٥.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) هذا دليل على ولاء وتقدير المؤرخ ابن واصل للبيت التقوى في حماه.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>