للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبقيت أمور الدولة كلها معدوقة (١) به. ثم] (٢) انتزع السلطان الملك الكامل سلمية منه وسلمها إلى الملك المجاهد أسد الدين صاحب حمص - حسب ما كان (٣) وقع عليه الاتفاق على غزة. وبقى في يد الملك المظفر حماة والمعرة وبعرين.

[ثم إن الملك الكامل أطلق الملك الناصر بعد رحيله من سلمية، وكتب إلى الملك المظفر أن يسلم إلى أخيه الملك الناصر بعرين وأن يحمل إليه ما في قلعة حماة من المال، وكان مبلغه على ما ذكر [١٥٣ ا] أربع مائة ألف درهم، فأجاب إلى ذلك. وقدم الملك الناصر إلى بعرين فسلم إليه الملك المظفر قلعتها فتسلمها. وبعث يستدعى المال المأذون في تسليمه إليه. فسير إليه الملك المظفر بعضه، فامتنع الملك الناصر من قبض ما بعث به الملك المظفر إليه ورده.

وقال: «لا أقنع إلا بجميع ما أمر لى السلطان الملك الكامل، ولا أنزل منه درهما واحدا». فأخذ الملك المظفر الذى كان بعث به إليه، وامتنع أن يرسل إليه شيئا من المال، وبقى مع الملك المظفر من البلاد المعرة وحماة فقط (٤)].

[وكان في خدمة الملك المظفر لما ملك حماة الشيخ شرف الدين عبد العزيز ابن محمد بن عبد المحسن بن منصور بن خلف الأنصارى الدمشقى. وكان أبوه زين الدين ينوب في القضاء بحماة عن القاضى ضياء الدين بن الشهرزورى لما


(١) في اللغة عدقه يعدقه بمعنى جمعه، انظر القاموس المحيط، والمعنى هنا أن أمور الدولة كلها مجموعة في يده.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س.
(٣) في نسخة س «حسبما وقع».
(٤) ورد ما بين الحاصرتين في قليل من التغيير في غير مكانه في نسخة س ورقة ٢٦١ ا - ب تحت عنوان «ذكر رحيل السلطان الملك الكامل رحمه الله تعالى إلى البلاد الشرقية».

<<  <  ج: ص:  >  >>