للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما سمع السلطان جلال الدين باجتماع العساكر مع الملك الأشرف وعلاء الدين، وتصميم العزم على لقائه، وضرب المصاف معه سار مجدا ليلقاهم فوصل إليهم ولقيهم بناحية أرزنكان (١). واصطفت العساكر للقتال.

فلما رأى جلال الدين [١٦٠ ا] قوة العسكر الذين مع الملك الأشرف وتجملهم وفراهة دوابهم وحسن سلاحهم وقوتهم بهت وملىء منهم رعبا. ثم وقع القتال بينهم، فلم يلبث (٢) جلال الدين أن ولى منهزما لا يلوى على شىء، وتفرقت عساكره وتمزقت، وهلك منهم خلق كثير قتلا وترديا من رءوس الجبال التي كانت في طريقهم. وصادفوا شقيقا (٣) فوقع فيه أكثر الخوارزمية فهلكوا.

واسترجع الملك الأشرف خلاط وقد صارت خرابا يبابا (٤). ودخل جلال الدين بلاد أذربيجان وقد قل جمعه وضعف ركنه، وبلغ التتر ذلك فقصدوه. وكان من بواره وهلاكه بوار الإسلام بتلك البلاد وغيرها، على ما سنذكره إن شاء الله تعالى. وكانت هذه الكسرة في اليوم التاسع


(١) أرزنكان أو أرزنجان من بلاد أرمينيا، ذكر ياقوت (معجم البلدان) أنها كانت بين بلاد الروم وخلاط، قريبة من أرزن الروم، وغالب أهلها أرمن وفيها مسلمون.
(٢) في نسخة س «فلم يثبت جلال الدين بل ولى منهزما لا يلوى على شئ»، والصيغة المثبتة من نسخة م.
(٣) كذا في المخطوطة بينما ورد في النسوى (سيرة السلطان جلال الدين، ص ٣٣١) «ووقع خلق منهم في شقيف متهافتين من حر الطلب وركض الأتراك والعرب» وفى ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٠٩) «وانهزموا، وصادفوا شقيفا في طريقهم فوقع فيه أكثر الخوارزمية فهلكوا». والشقيقة في اللغة «الأرض بين الجبلين، صلبة يستنقع الماء فيها» انظر أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا (معجم مقاييس اللغة، ج ٣ ص ١٧٢) وفى لسان العرب، ج ١٢ ص ٥٢ «الشقيقه الفرجة بين الجبلين».
(٤) يبابا أي خرابا انظر: القاموس المحيط.

<<  <  ج: ص:  >  >>