للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقمنا (١) بها إلى شعبان من سنة ثمان وعشرين وستمائة، وترددنا (٢) في هذه المدة إلى خدمة القاضى بهاء الدين بن شداد، وكان نزولنا (٣) بالمدرسة التي أنشأها بالقرب من داره.

واحتبس الغيث في حلب في هذه السنة احتباسا كثيرا وارتفعت الأسعار فخرج الناس إلى جبل بانقوسا، واستسقوا. وحضر الإستسقاء القاضى بهاء الدين ابن شداد - رحمه الله - فجاء مطر يسير بعد ذلك، وانحطت الأسعار قليلا (٤).

وكان الوزير بحلب [في ذلك الوقت (٥)] القاضى الأكرم جمال الدين بن القفطى (٦).

[وكان حسن السيرة وعنده فضيلة وغرام عظيم بالكتب، وحصل منها جملة كثيرة (٧)] فعزله - في هذه السنة - الملك العزيز عن الوزارة، وفوض الوزارة إلى خطيب قلعة حلب زين الدين عبد المحسن بن محمد بن حرب، وكان يألفه


(١) في نسخة س «وأقمت».
(٢) في نسخة س «وترددت».
(٣) في نسخة س «نزولى».
(٤) انظر عن احتباس الغيث في حلب، ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣ ص ٢١٠.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط في م.
(٦) هو الوزير جمال الدين أبو الحسن على بن يوسف القفطى أحد الكتاب المشهورين، ولد بقفط من الصعيد الأعلى بالديار المصرية وأقام بحلب واشتغل بعلوم اللغة والنحو والفقه والحديث وعلوم القرآن والأصول والمنطق والنجوم والهندسة والتاريخ والجرح والتعديل، وله كتب كثيرة أشهرها «إخبار العلماء بأخبار الحكماء»، وتوفى بحلب سنة ٦٤٦ هـ‍؛ انظر الأدفوى، الطالع السعيد، ص ٤٣٦ - ٤٣٨؛ الكتبى، فوات الوفيات، ج ٢ ص ١٩١ - ١٩٣؛ سركيس، معجم المطبوعات، ج ٦ ص ١٥١٨ - ١٥١٩.
(٧) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في نسخة م.

<<  <  ج: ص:  >  >>